الأحد، مايو 20، 2012

قبيلة بلي



قبيلة بلي البني عامر :

البني عامر من أقدم الاجناس في الوطن العربي وهم من أقدم الشعوب العربية التي هاجرت إلى افريقيا وتجد البعض منها في تونس والجزائر والمغرب وارتريا والسودان واجزاء متفرقة من جمهورية مصر العربية.
قبيلة البني عامر هم من امهر الرعاة ويعتمدون على رعي الأغنام والابقار والجمال والقليل منهم يقومون بالزراعة ولهم حياة تجارية منظمة.
البني عامر

من القبائل التي لها ثقافات وحضارات اسلامية وهم عبارة عن تجمع قبلي يجمع قبائل كثيرة عربية أصيلة هاجرت في أزمان متفرقة من الجزيرة العربية واجتمعت هناك على اسم "عامر" وهو "ملك" يرجع بنسبه إلى قبائل "حمير" في اليمن وبعد ذلك أصبح هذا الاتحاد منظماً وله قيادة تتمثل في ناظر عموم قبائل الـبني عامر وتحدث شقير عن مملكة البني عامر في الصحراء الشرقية بين البحر الاحمر وخور بركة شرقا وغربا وبين عقيق وبلاد الحبشة شمالا وجنوبا ولهجة البني عامر اللغة العربية وتعد من اقدم اللهجات

وأهم عموديات بني عامر 

 هي، بلو،بلين، أسفدة، ألمدة،نابتب،حضارب،عد شيخ،عد معلم،ماريا،سبدرات،بيت قريش،سب لعاليت،بيت جوك،بيت معلا،رقبات، أفلندة وعد إبراهيم .



قبيلة بلي

تعد قبيلة بلي من أكبر القبائل العربية على العموم وهي تنسب إلى أكبر قبيلة على الإطلاق حيث أنها من قضاعة أكثر وأكبر قبائل العرب عددا وانتشارا وفروعا على مستوى العالم العربي والإسلامي وهي أيضا من أكثر القبائل أنتشارا ومساسا في الاراضي الإرترية حيث أنهم أعمق في التداخل بل وأنهم حكموا المنطقة وكان لهم ملوك وحكام بها كانوا أشداء وأصحاب الحرب لا تخمد أنفسهم ولا تهدأ حركتهم إشتهروا في إرتريا باسم بلو كلو ولهم آثار قائمة إلى يومنا هذا واحدهم يدعى بلوي .......

النسب:
يرجع نسب قبلية بلي إلى بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وقضاعة: اسم كلب الماء و القضع: القهر. و إن قضاعة قهروا قوما فسموا بذلك، (و قيل: هو اسم رجل سمي بذلك لانقضاعه عن أمه. و قيل: هو من القهر لأنه قهر قوما فسمي به. و هو أبو حي من اليمن و اسمه قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ. و تزعم نسابة مضر أنه قضاعة بن معد بن عدنان قال: و كانوا أشداء على أعدائهم في الحروب و نحوها.

وأما النسب المعروف لهم والواصل إلى نبي الله آدم أبو البشر عليه السلام فهو كالتالي:

بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن لمكنوح بن اخنوخ بن اليارد بن مهلائيل بن انوشيقنان ابن شيث ابن آدم عليه السلام ...


المنشأ:
بلي من كبريات القبائل العربية ومنقطعة النظير في الكثرة فهم في كافة أقطاب الأراضي العربية ولكن منبعهم الأصل هو الجزيرة العربية شأنها في ذلك شأن القبائل العربية وكانت مساكنهم تمتد ديار من ساحل البحر الأحمر الشرقي الى سكة حديد الحجاز وشمالا الى حرة الرها من جهة بني عطية وجبل شار وما حوله من جهة الحويطات اما على الساحل فتمتد ديارها من جنوب الوجه الى جنوب ضبه وفي الداخل يعتبر الحد بينها وبين قبيلة جهينة وادى الحمض وتعتبر مدينة الوجه وضواحيها المقر الرئيسي لقبيلة بلي حالياً.

غير أن الهمداني وهو أعلم الناس بالتوزيع الجغرافي للقبائل اليمنية يجعل منازل بلي إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة ليس بعيد عن المشارف الجنوبية لبلاد الشام.

بعض مساكن بلي بالداخل والخارج:
ففي الجزيرة فكما ذكر صاحب المعجم  تقع مساكنهم بين المدينة ووادي القرى، من منقطع دار جهينه، إلى حد دار جذام بالنبك، على شاطئ البحر، ثم عينونا من خلفها، ثم لها ميامن البر إلى حد تبوك، ثم إلى جبال الشراة، ثم إلى معان، ثم راجعا إلى أيلة، إلى أن تقول المغار وكذلك : أمج، وغران، وهما واديان يأخذان من حرة بني سليم، - وقد سبق الحديث على معنى الحرة -وينتهيان في البحر، وكذلك دار بشغب، وبدا بيد تيماء والمدينة ) والجزال، الرحبة، والسقيا، هجشان، مدين، فران، خبين، الهدم، وذات السلاسل.


رحلة بلي خارج الجزيرة:
وانتقلت بلي في الأرض حتى أطراف أوروبا يقول ابن خلدون في مقدمته : كانت مواطنهم شمالي جهينة إلى عقبة أيلة على العدوة الشرقية من بحر القلزم، وأجاز منهم أمم إلى العدوة الغربية، وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة، وكثروا هنالك على سائر الامم، وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا كلمتهم، وأزالوا ملكهم، وحاربوا الحبشة، فأرهقوهم إلى هذا العهد.

وقال المقريزي:
كانت بلي بالشام، فنادي رجل من بلي بالشام يآل قضاعة، بلغ ذلك عمر بن الخطاب، فكتب إلى عامل الشام أن يسير ثلث قضاعة، فسيروا إلى مصر، فكانت بلي متفرقة بأرض مصر، ثم اتفقت هي وجهينة، فصار بلي من جسر سوهاي غربا إلى قريب غرب قمولة، فصار لها من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب

وقال القلقشندي:
ومنازلهم الآن بالداما، وهي دون عيون القصب، إلى أكرى فم المضيق، وعليهم درك الحجيج هنالك، ومنهم جماعة بصعيد الديار المصرية. قال الحمداني: وديارهم اخميم وما تحته

وقال ابن حزم الظاهري:
ودار بلي بالأندلس الموضع المعروف باسمهم بشمالي قرطبة؛ وهم هنالك إلى اليوم على أنسابهم؛ لا يحسنون الكلام باللطينية، لكن بالعربية فقط، نساؤهم ورجالهم؛ ويقرون الضيف، ولا يأكلون ألية الشاة إلى اليوم. وكانت لهم دار أخرى بكورة مورور أيضاً.

فمن مما سبق نجد أن قبيلة بلي انتشرت في مصر والسودان وبلاد النوبة وارتريا والحبشة والأندلس والعراق والأردن وسوريا كلهم ابناء قبيلة وهذا ما يسمى برابطة الدم إلا أن بلي برغم هذا الانتشار لم تستقر استقرارا كاملا تبعا لطبيعتها الحربية إلا في عدة مواطن وهذه المواطن هي مساكنهم إلى يومنا الحالي ومن خلال بحثي وقفت إلى أن هذه المواطن هي الجزيرة العربية ومركزهم فيها الوجه وما جاورها ثم إرتريا ومركزهم فيها مصوع ويمتد حتى يصل إلى التاكا وسواكن ثم مصر ومركزهم فيها سوهاي ويمتد حتى قمولة وكذلك في سيناء والإسماعيلية والشرقية والقليوبية و القنطرة.
وفي الأردن مركزهم   مأدبا  والزرقاء  والكرك  والعقبة  والأغوار  وكذلك عجلون .. وفي سوريا شمال غرب مدينة حلب في قرية تسمى – نبّل-- أكثرهم من البلويين ..




هجرة بلي إلى إرتريا:
عرفت بلي في إرتريا باسم بلو كلو ولقد سمعت في هذه التسمية عشرات الأقوال فمنها أنهم كانوا يأكلون الأخضر واليابس رامين إلى أنهم أهل حرب لا يبقون على شيء والواضح أنهم أعتادوا حمل السلاح دائما وهذا ما نراه اليوم باقيا في ذراريهم إلى اليوم فأبناء هذه القبيلة لا ينفكون يحملون سيوفهم كانوا فرسانا لهم هيبة كان أول نزولهم بالأراضي الإرترية عام 470 للهجرة دخلوا فيها إلى إرتريا عن طريق السودان مرورا بسواكن والتاكا وصولا إلى مصوع أو بالأحرى غلى وجه الدقة حرقيقوا حيث أن حرقيقوا أقدم من مصوع بل أن مصوع كانت تعتبر توسعة لحرقيقوا والتي كانت تسمى بدكنوا كما يحلوا لساكنيها الأوئل من قبائل الإدة الساهاوية تسميتها ولم تمض عليهم فترة غير قصيرة حتى تجردت سيوفهم ليصبحوا سادة المنطقة وملوكها المتوجين وكان آخر ملوكهم الملك إدريس ابن الملك محمد وقد استعبدوا البجا أصحاب المكان وكان هذا سبب الحروب بينهم لا حقا وبقي من آثارها حتى عصور قريبة عدم تسليم ابناء البجه في أي تعاملاتهم المتحفظة مع البلويين وكذلك أنفة البلويين على البجة لأنهم يرونهم أقل منهم شأنا.



استخدم البلويين في سيطرتهم وبسط نفوذهم على المنطقة طريقين الطريق الأول كان السلاح ثم بعد ذلك الحيلة علم البلويون أن دستور البجة ينص على توريث أبن البنت فعمدوا إلى مصاهرة ملوك وأمراء البجة بأن تزوجوا من بناتهم بالرغم من أنهم أي البلويين امتنعوا عن تزويج بناتهم من خارج القبيلة لأنفتهم الشديدة فكان لهم ما أرادوا فأصبحت مقاليد الحكم بيدهم من أول التاكا وسواكن مرورا بمصوع والهضبة حتى إقليم أكلو غوزاي ...

استتب الأمر للبلويين في المنطقة وفرضوا وجودهم وهيبتهم في المنطقة فكان الكل يحترمهم ويقدرهم ولأنهم كانوا أول ناقل للغة العربية فإن القبائل كانت تنسب إليهم اللغة العربية فاطلق البيجاويين على اللغة العربية التي هي لسان البلويين مسمى بلويت فلو أراد أحدهم أن يسأل الآخر هل تجيد العربيه يقول له بلويت تكتينا فأما أن يرد عليك بإحدى الكلمتين (كاكن) أي لا أعرف وكذلك في البجاوية (بداويت) ...

بلغ البلويين أوج قوتهم بعد فترة من الزمن وعترف لهم القاصي والداني بالسيادة فكان البلوي ينادى بـ (بلويون) وتعريبها رئيسنا أو سيدنا أو بلويب، وبالبني عامرية (بلوابي) أو (بلواي) وكلها تؤدي معنى السيادة والزعامة وقد عرفت هذه القبيلة بمسمى وهو بالبيجاوية بلويب وبالتجري بلو...


يقول نعوم شقير:

في تاريخه إذا أردت أن تسأل البجاوي عن معرفته بالعربية فيجب أن تنسبها إلى (بلي) فتقول له (بلويت تكتينا) (هل تعرف لغة بلي أي العربية). فأما أن يرد عليك بإحدى الكلمتين (كاكن) أي لا أعرف وكذلك في البجاوية (بداويت) والبني عامرية التي يقال أن أول من تكلمها أهل اليمن وساحل اريتريا وقبيلة ثمود ويهود اليمن، وقد وقفت قبائل بلي حائلا دون انتشار المسيحية في شرق (السودان) حتى جاء الإسلام مع العرب فاعتنقوه واشتهر البلويون بالشجاعة والعزم حتى هابهم كل من حولهم من الأمم خصوصا الحدارب فهم شوكة القوم ووجوههم.

ويقول شكيب أرسلان:

ولا تزال بقايا هذا العنصر بلي أو حضارب المتميز بعظمته وتقاليده وعاداته محل احترام كل القبائل البيجاوية.

وقال ابن خلدون:

(إنهم اجتازوا العدوة الغربية من البحر الأحمر وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هناك على سائر الأمم وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم وضايقوا المصريين).

خلاصة القول مما سبق أن أكبر القبائل العربية في إرتريا هي بلي لإتساع رقعتها و لقوة تأثيرها في الشعب الإرتري حتى أصبحت من أساسيات هذا المجتمع الصغير.

كان من اشهر أمراء بلي في العصور الوسطى بإرتريا الأمير بشير ابن مروان ابن اسحاق البلوي وكانـت أمه من ربيعة وهذا الرجل سلالته كانت هي التي كتب لها أن تتسع رقعتها على حساب القبائل الأخر فظل أبناء هذا الأمير وحفده يبسطون نفوذهم على ممالك البجة في ارتريا وجنوب مصر حتى عهد الأتراك والخديوية المصرية من بعدها وعندما جاء العثمانيون ليستعمروا المنطقة أدركوا مدى قوة هذه القبيلة وبالذات عندما أرهقهم حمد بن عامر البلوي أكبر زعامات البلو في حرقيقو وكان ابناء المنطقة يلقبونه بقنع أي المتعجرف فلزمه لقب قنع حتى أصبح مشهورا به في كتب التاريخ كان هذا الزعيم غصة شديدة في حلق العثمانين لأنه تحصن في الجبال وأخلى المدن لفترة طويلة لم تقف فيها مناوشاته للأتراك وبعد وفاته عقد الأتراك هدنة مع حفيده عامر بن علي بن حمد بن عامر قنع البلوي وكرسوه حاكما للمنطقة وأصبح أول نائب للباشا العثماني في ذلك الوقت من الزمن.

استمرت النيابة في أمراء بلي واعتمدت على أكبر قوة ضاربة بل وأشرسها على الإطلاق في البجة وهم الزنافج يقول سليم الأسواني ..

كان الزنافج ينتشرون حتى بادع ( مصوع ) وجزر دهلك وتنتسب بعض الأسر والبيوتات إلى البلو في معظم الأقاليم الارترية وبعض أقسام الهضبة وفي الحبشة وخاصة في تجراي وتعرف بـاسم
بلو و كلو وتلو.
ولا تزال آثار البلو ظاهرة حتى اليوم في صنعفي والشاهد هو آثار البلو المشهورة والتي دمر بعض منها في اثناء الحرب الإرترية الإثيوبية كما ذكرت مصادر الحكومة الإرترية الحالية.

كان النائب يعد أعلى سلطة تنفيذية في البحر الأحمر بل أقواهم على الإطلاق وكان في حكمه يعتمد على طبقة من العساكر يقودهم سردار وسردار هذه رتبة عسكرية من أيام المماليك وتعني القائد العام للجيش. وكان السلاطين يقودون الجيوش، ثم عهدوا بها إلى قواد عظام، أو إلى الصدر الأعظم أو الوزراء ورد ذكرها في كتاب معجم الألفاظ التاريخية بيد أن هذه التسمية أصبحت أسما مشهورا ليس في أرتريا فحسب ولكن في تركيا والعراق وهو مشهور بكثرة استخدامه عند الأكراد فيم حرف في إرتريا فيما بعد إلى سردال, وأيضا اعتمد النواب على المليشيات والتي كانت بقيادة قائد ينعت بكيخيا و كلمة كيخيا تعني النائب سواء أكان نائب باشا أو أي نائب كان و توجد عائلة تحمل هذا الاسم حتى تاريخه في سوريا بحلب وحرملك غير أنها في إرتريا موجودة باسم كيكيا وهو تعجيم طرأ على الإسم بمرور الوقت وتناسب اللسان الارتري وأخيرا مجلس أعيان أطلق عليه مسمى بايتو.

أتخذ البلويون من حرقيقو عاصمة لهم وانتشروا ايضا في قرى حطملوا وأم كلو وإمبيرمي وزولا و أفتا وغيرها وبعضهم استقر في الهضبة الإرترية في كل من حماسين وسرايي وأكلي غوزاي.


أفخاذ وفروع القبيلة

بلي القبيلة أفخاذ وفروع في العصر الحالي:

يوسف البلوي :
ينتمني إليه آل حسب الله وهم من أقدم الواصلين إلى حرقيقو ولهم فروع كثيرة ولم تكن لهم سلطة أو سيادة.

عامر البلوي :

وإلى عامر تنسب كل البلو وكانت السلطة والنيابة في ذريته من بعده وكانت عائلته الإشهر من بين أبناء القبيلة وذلك عقب الإحتلال العثماني للمنطقة عندما عين الأتراك عامر ابن علي ابن حمد ا بن عامر قنع البلوي كأول نائب للعثمانيين.
عين عامر ابن علي ابن موسى البلوي نائبا للاتراك في عام 1690 وكرسه الأتراك بعباءه من حرير وسيف ذو مقبض ذهبي وتوفي عام 1720 بعد ثلاثين عاما قضاها في الحكم .

ابناء عامر البلوي:
المشهورين في ارتريا ببلو عامر
1- آل حامد أمير
2 - آل عبدالرسول
 3- آل أحمد شقراي
4- آل سردال
 5- آل عاقه
 6- آل ريحاني
7- آل حمد فكاك.


موسى البلوي :

1- آل أحمد قيح
 2- آل عمر باشا
 3- آل ربتو
 4- آل مطري
 5- آل هريش


عامر بن علي بن حمد قنع البلوي:

أول نائب من أمراء البلو واستمرت النيابة في ابنائه من بعده

1- النائب حسن بن عامر ------------------->>>>> يعرفون ببيت حسن نايب اليوم لفظة عامية
2- النائب محمد بن عامر ------------------>>>>> يعرفون ببيت محمد نايب اليوم
3- النائب عثمان بن عامر ------------------>>>>> يعرفون ببيت عثمان نايب اليوم

تسلسل قبيلة بلي من آدم عليه السلام :

بلي – عمرو – الحافي – قضاعة – مالك - عمرو – مرة – زيد - مالك – حمير – سبا – يشجب – يعرب – قحطان – عابر – شالخ – ارفخشد – لمكنوح – اخنوخ – اليارد – مهلائيل – انوشيقنان – شيث – آدم.
--------

لمحات عن تاريخ بلي :
شاركت بلي في غزوة أحد ومن ابرز من شارك منهم الصحابي ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم البلوي و الصحابي عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي البلوي أستشهد ومنهم الصحابي عبيد بن التيهان البلوي قتله عكرمة بن ابي جهل .

وشاركت قبيلة بلي في الكثير من الفتوحات الأسلامية وقد اخرجت علماء وفقهاء وشعراء في اماكن عديدة من العالم الأسلامي.

اشترك فرسان بلي مع جيش عمرو بن العاص في فتح مصر وكان عمرو يحب بلي ويتقرب إليهم بالمودة ويقدم رايتهم في المعارك مع الروم, وقد ذكر عمرو في أحاديثه المتكررة أنه يفضل بلي لما فيهم من الصحابة الذين ناصروا النبي - صلى الله عليه وسلم- في المدينة مع جملة الأنصار وأن له فيهم رحما وصهرا وكان العاص بن وائل القرشي والد عمرو (أمه بلوية) من بلي الشام أي أخوال العاص من بلي , ولذلك أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم- عمرو بن العاص إلى قضاعة لما له من صلة الرحم معهم ليستألفهم للإسلام ولكن عمرو مكث في ذات السلاسل وهو ماء من مياه جذام قرب ديار بني عذرة (قضاعة) في مشارف الشام وتهيب من التقدم للقتال فبعث له النبي سرية فيها أبي بكر وعمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح وولي القيادة للأخير - رضي الله عنهم جميعا- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي عبيدة : لا تتنازع مع عمرو في الإمارة أو قيادة الجيش فإن عصاك فلا تعصه , فلما قدم الجيش على عمرو بن العاص في ذات السلاسل قال لأبي عبيدة : أنتم مدد لي وتمسك بالقيادة فأطاعه أبو عبيدة لما قد أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى عمرو بن العاص بالناس في هذه الغزوة ذات السلاسل

وذكر جرجي زيدان :

إن بلي كانوا في مصر منذ عهد ظهور النصرانية وكانوا في مصر ما بين القصير على البحر الأحمر وقنا على ضفاف النيل بصعيد مصر وكان عليهم الإعتماد في نقل التجارة الهندية قبل ظهور الإسلام

وفي عام 8ه بعد ظهور الإسلام انضمت بلي إلى هرقل ملك(قيصر) الروم في غزوة مؤتة وكان مع هرقل عدد كبير من القبائل من قضاعة مثل بلي وبهراء وبلقين وأيضا معه لخم وجذام وعاملة القحطانية فبلغ عددهم مع الروم مائة ألف محارب يقودهم رجل من بلي

وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن العاص القرشي في سرية فقاتلهم ثم قدم وفد من بلي عام 9ه على النبي -عليه الصلاة والسلام- فأسلموا فقال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( الحمدلله الذي هداكم للإسلام فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار) ثم ودعوا النبي- عليه الصلاة والسلام- بعد أن أجازهم ورجعوا إلى بلادهم

وظل من بلي بطون في الشام مع الروم حتى عام 14ه وساروا مع هرقل الروم حتى نزل إنطاكية في شمال غرب سوريا".


مساكن قبيلة بلي :
تمتد ديار قبيلة بلي من ساحل البحر الأحمر الشرقي الى سكة حديد الحجاز وشمالا الى حرة الرها من جهة بني عطية وجبل شار وما حوله من جهة الحويطات اما على الساحل فتمتد ديارها من جنوب الوجه الى جنوب ضبه وفي الداخل يعتبر الحد بينها وبين قبيلة جهينة وادى الحمض

وتعتبر مدينة الوجه وضواحيها المقر الرئيسي لقبيلة بلي.

وتجاور قبيلة بلي أربع قبائل رئسية وهي عنزه في الشرق وبنو عطية في الشمال الشرقي والحويطات في الشمال الغربي وجهينة في الجنوب.

ومن قبيلة بلي من يسكن مأدبا والزرقاء والكرك والعقبة والأغوار في الأردن و عجلون (كما يسمى جسر على نهر الأردن ما بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين المحتلة بإسم جسر البلاونة) وبئر السبع والبلقاءوفي الديار المصرية يسكنوا في سيناء والإسماعيلية والشرقية والقليوبية و القنطرة

كما يوجد قسم كبير من قبيلة بلي يسكنون في سوريا , شمال غرب مدينة حلب في قرية تسمى نبّل

كما كانت قبيلة بلي تسكن في القديم منطقة مأرب , وذلك بدليل قول
الشاعر المثلم بن قرط البلوي 


ألم تر أن الحي كانوا بغبطة ... بمأرب اذ كانوا يحلونها معا

بلي وبهراء وخولان إخوة... لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا

أقام بها خولان بعد ابن أمه... فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا

غير أن الهمداني وهو أعلم الناس بالتوزيع الجغرافي للقبائل اليمنية يجعل منازل بلي إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة ليس بعيد عن المشارف الجنوبية لبلاد الشام

كما سكن أبناء قبيلة بلي الأندلس خلال العصر الإسلامي وانتشروا في بلاد المغرب العربي خاصة في تونس وسبته ومليلة



ما قيل فيهم:
قال احمد المقري التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

بنو البلوي ذوو حسب وأهل نعيم وتربية ملوكية حياهم الله و بياهم

وقال شيخ المؤرخين ابن خلدون
وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكاثروا هناك سائر الأمم وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم الى هذا العهد
"



          
  
..... منقول.....


الخميس، مايو 17، 2012

لغة التجري في شعر ادريس ود أمير


إدريس أمير


ولدالشاعر الإرتري ( إدريس أمير ) المعروف بود أمير في بلدة " عيلت " في محافظة البحر الأحمر ( سمهر ) ، حيث درس في أحدى الخلاوي  ( مدارس تعليم وحفظ القرآن ) في بلدته ، ثم ألتحق بإحدى المدارس الإيطالية في مصوع .
 لم يكمل (ود أمير) دراسته  إذ قطعها بعد اجتيازه الفصل الثاني . وبدأ حياته
العمليةكراع للأغنام ثم ألتحق بالخدمة العسكرية الإجبارية ضمن البحريةالملكية الإيطالية  وكان ضمن القوة المرابطة في مرسى تكلاي على الساحل الشمالي لإرتريا. 
وبعد هزيمة دول المحور عاد ود أمير ليعمل بورشة (لستريستيمو )وفي عام
 1943م تزوج بفتاة من قبيلة " عد شومة " أسمها سعدية عثمان، ولكنها توفيت بعد أربعة أعوام وهي في حالة المخاض .

 وفي عام 1948م التقى الشاعر ود أمير بفتاة من الساحل الشمالي أسمها " آمنة " أحبها ولكن كانت مخطوبة لغيره وتزوجت خطيبها وصدم ود أمير وتفجر شعرا وتغنى مسافرا من بلدة إلى بلدة ومن قرية الى قرية.

 وفي عام 1950 هاجر إلى السودان ، حيث التقى هناك بالشاعر الغنائي المعروف في الساحل / عمر قنشرة الذي كان يقيم وقتها في مدينة بورتسودان، وكانا يقيمان الحفلات وجلسات السمر في الأحياء التي كان يقيم بها الإرتريون في مدينة بورتسودان  وألف في تلك الفترة الكثير من الأغنيات الرائعة.  وبعد ست سنوات عاشها في السودان توجه الشاعر ( ود أمير) إلى السعودية في عام 1956م وعاش بها اكثر من ثمان سنوات ثم توجه إلى الكويت في عام 1964م حيث توفي هناك  في نفس العام .

وقد غنى ود أمير الشعر الشعبي  بلهجة التقري بكلمات رصينة وأوصاف أصيلة غاية في الدقة حيث كان يصف مشاعره المختلطة  تجاه الفتاة التي أحبها وهام بها ومشاعره الوطنية الجياشة بحيث كان له شعبية جماهيرية كبيرة تستمع الى اشعاره الغنائية و لا تفرق بين وصف حبيبته(أمنة) و حبيبته (ارتريا) من حسن إنتقاءه للكلمات بلغة التجري الرائعةوقد تغنى الكثير من الفنانين الارتريين بتلك الكلمات الرائعة
وكان مجرد التغني بأشعاره كافي للصعود بهم الى النجومية .
ومن أكثر الفنانين الذين غنو للفنان ود أمير هم : محمود لو بينت من سمهر(حرقيقو) و سعيد عبد الله من سمهر أيضا (قندع)و إدريس محمد علي من منطقة الساحل (قام طيوا)والفنان الكبير إبراهيم محمد علي قورت  من سمهر (دماس) عايش داخل إرتريا بعد ترحيله من السعودية كل هؤلاء من كبار فناني وشعراء ارتريا الحبيبة.

 سميي ادريس ود أمير وكنايتي عسكري
كم بيلكيا تبريا وديب سنتكي سبّري
* * * * * *
أنا عدي باصعتو باكا حمال أنصاري
كري ديبيي شالكي منا برد سر لالي
* * * * *
انا قدم تحللكو دورت دبيي حلالي
كسرا بشول قروبا امبل لكف لتكاري
وابايي وابايكا ايسمعو لتلاكي
فتي قلا يلئمرا لأمسلا حنقاقي
فتي قلال ايكوني مسل شمال تتهاقي
* * * * * *
مسكين ادريس ود أمير ات كدنو باديتو
ودلا طارات بعل عطال اسيت قرم هاديتو
قدكا موتا لبلوكا قل تهديا لئسيتو
* * * * * *





ديم مدينة هيليكو ** ديم مدينة لأمينة

حليب مطيق قبأكوا ** كرووي ديبا زبدية

اقل حمووم دوا توو**اقل فاتي بعل نية 

حوكي قدم سافرا **شقيي أقلوا طاقية


                                             
               ليليت منـام مصيني وهتو لبيى فنطشـا

               يي كون ولت دناكيل وئي كون ولت حبشا
 
                                   *****



                                                                           مدونة ارتريوس


  

الأربعاء، مايو 16، 2012

جماعة الدعوة والتبليغ في تل أبيب









دخل الحاخام «شالوم دوف ليفشيتس» زعيم تنظيم «يد للأخوة» اليهودى إلى مكتبه، غاضبا ومحاطا بعدد من شباب الحاخامات، فاعتدل «ألون نوريئيل» محرر الملحق الدينى بجريدة «معاريف» فى جلسته، وبادر بتقبيل يد الحاخام الغاضب الذى سحب يده ببطء محسوب، ثم وَجَّه حديثه إلى الصحفى الشاب: «استدعيتك اليوم لتخدم دينك، وأنت قادر على ذلك، لقد وصلت إلينا معلومات خطيرة عن نشاط جماعة (التبليغ والدعوة) لنشر الإسلام فى إسرائيل.

لقد نجحوا، من قبل، فى إجبار الحاخام يوسف كوهين على دخول الإسلام، واليوم اكتشفنا أنهم استمالوا عشرات الرجال والنساء اليهود، ومازلنا نحاول استعادتهم دون جدوى».

لم يناقش «نوريئيل» الحاخام «ليفشيتس»، ولم يجادله. فمن ناحية هو يهودى متشدد، ومن الناحية الأخرى من فى إسرائيل يمكنه رد أمر زعيم تنظيم «يد للأخوة» الإرهابى.
فصحيفة هاآرتس الليبرالية، تقول فى واحد من تحقيقاتها الخطيرة: «يد للأخوة تنظيم إرهابى إسرائيلى، هدفه منع اليهود من اعتناق ديانات أخرى خاصة المسيحية والإسلام، ويُكره اليهود العلمانيين على الالتزام باليهودية، ويلجأ للعنف المسلح، والخطف، والتعذيب، وله شعار موجه للمسلمين والمسيحيين، عبارة عن ذراع يهودية تحمل لَوْحَى التوراة، ومكتوب أسفلهما بخط بارز: (لن نفرط فى يهودى واحد)».
ولا يخطئ مواطن إسرائيلى فى التعرف على حاخامات «يد للأخوة»، رجال دين شباب، أغلبهم فى سن المراهقة، يرتدون البذلات السوداء والقبعات المرتفعة، وتتدلى سوالفهم حتى أذقانهم، وتتدلى أسلحتهم من السترات السوداء.
يقول «دان ميخائيل» لـ«يديعوت أحرونوت»: «إذا لم تقابلهم فى الشارع، فانظر حولك، على كل شجرة ملصق دعائى مكتوب عليه (إذا عرفت أن يهوديا ارتد عن دينه، اتصل، فورا، برقم الهاتف الموضح أدناه، واترك الأمر لنا».
وفور الاتصال تبدأ ميليشيات «يد للأخوة» فى ممارسة دورها الذى يبدأ باختطاف اليهودى الذى تحول للمسيحية أو الإسلام، ولا ينتهى قبل إصلاح غلطته، وضمان عودته إلى: «حضن اليهودية» على حد تعبير موقع التنظيم على شبكة الإنترنت!
وبالرغم من أن تقرير الحالة الدينية الأمريكى اتهم «يد للأخوة» بممارسة الإرهاب، والإكراه الدينى، والعنف المسلح ضد مخالفيهم فى العقيدة اعتباراً من ١٩٩٨ فصاعداً، فإن اللوبى اليهودى فى الكونجرس نجح فى رفع اسم التنظيم من تقرير الحالة الدينية الأمريكى اعتبارا من عام ٢٠٠١، وحتى اليوم.
والمثير أن تنظيم «يد للأخوة» يمارس الإرهاب تحت سمع وبصر الشرطة والجيش الإسرائيليين قبل لجنة الحريات الدينية الأمريكية، فقد أعدت القناة العاشرة الإسرائيلية، العام الماضى، تقريرا عن أساليب «يد للأخوة» فى الإكراه الدينى جاء فيه: «تنكر حاخامات يد للأخوة فى زى الشرطة الإسرائيلية، وداهموا قرية فلسطينية على أطراف طولكرم، فاختطفوا شابا فلسطينيا مسلما، وزوجته الإسرائيلية، وابنتهما (٦ سنوات)، وبعد أسبوع من التعذيب المتواصل، أطلقوا سراح الشاب المسلم، وأجبروا المرأة، وابنتها على العودة لليهودية، ومواصلة الحياة داخل دار رعاية يشرف عليها حاخامات (يد للأخوة).

ثم أصدر التنظيم بيانا يتحمل فيه مسؤولية العملية، ويحذر أى يهودى أو يهودية من تغيير دينه. وقال الناطق باسم التنظيم لأخبار القناة العاشرة: «سنواجه الشباب الفلسطينى الذى يغوى نساء اليهود، ويتزوجهن، فيدخلن الإسلام. وقد استعدنا الأم والفتاة، وأفرجنا عن الزوج بعد تحذيره».
وبعد صدور البيان تقدم الشاب الفلسطينى ببلاغ للشرطة انطلاقا من أن اعتراف «يد للأخوة» سيد الأدلة. لكن الشرطة تحججت بأن العملية وقعت فى أراضى السلطة الفلسطينية، وأعلن الجيش أن الحادث لم يقع، بدليل عدم توفر معلومات عنه من مصادر محايدة.
فى ضوء نفوذ تنظيم «يد للأخوة» داخل المؤسسات الإسرائيلية، وعلاقاته الوطيدة مع وزارة الداخلية التى يسيطر عليها حزب شاس المتطرف، لم يماطل الصحفى «نوريئيل» الحاخام ليفشيتس، علاوة على أن أى صحفى، فى موقعه، لن يرفض انفرادا مدعوما بمعلومات رسمية وموثقة عن أعداد المتحولين للإسلام فى إسرائيل نتيجة نشاط جماعة «التبليغ والدعوة».

لم يمر أسبوع، حتى كان المانشيت الرئيسى لـ«معاريف»: «(يد للأخوة) يكشف خطة (التبليغ والدعوة) لنشر الإسلام فى إسرائيل». وبدأالتحقيق بهذه المقدمة: «يتمدد الإسلام فى إسرائيل شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، ووزارة الداخلية تتلقى، شهريا، أكثر من ١٠ بلاغات من إسرائيليين وإسرائيليات، تحولوا من اليهودية للإسلام، يطالبون بحمل أسماء عربية، وتعديل خانة الديانة فى الأوراق الرسمية».

والتفاصيل عن العبرية: «لقد تزايد نشاط (التبليغ والدعوة) فى إسرائيل، حتى تجاوز نشاط جماعات التبشير المسيحية المنتشرة فى البلاد طولا وعرضا. ونشرت الجماعة دعاتها فى إسرائيل، وهدفهم الأول والأخير إقناع اليهود بالإسلام، الأمر الذى دفع تنظيم (يد للأخوة) لتشكيل ميليشيات من شباب الحاخامات المدربين على العمل السرى أثناء خدمتهم فى الجيش لتعقب الدعاة المسلمين، ومراقبتهم، والتنصت عليهم».

«ألون نوريئيل» كان من الذكاء بحيث حصل على بيان رسمى صادر عن تنظيم «يد للأخوة» اعتمد عليه فى كتابة تحقيقه، وجاء فى البيان: «تنظيم (يد للأخوة) عمل شهورا طويلة فى مراقبة وتتبع الدعاة المسلمين، وصورهم بكاميرات فيديو عن بعد، وسجل الدروس الدينية التى يلقونها فى المساجد، ووثق أساليبهم فى الدعوة للإسلام، وهم لا يلجأون للعنف، ويجذبون اليهود بالحجة والنقاش الدينى».

ويزعم البيان الذى تبنته حركة شاس بزعامة الحاخام عوفديا يوسيف، ونشرته على موقعها الرسمى أن تنظيم «يد للأخوة» حصل على وثائق تثبت أن الشيخ «عبد الله الفراحين»، عضو الجماعة، يحصل على تبرعات مالية من رجال أعمال مسلمين من مصر والأردن وتركيا لمساعدة المسلمين الجدد على بدء حياة جديدة بعيدا عن ضغوط المؤسسات الإسرائيلية.

ونشر البيان أسماء الدعاة المسلمين فى إسرائيل، وعناوين مساكنهم، وحرَّض المتطرفين اليهود على اغتيالهم. وتلقفت المواقع الدينية اليهودية على شبكة الإنترنت مثل موقع حركة شاس، و«حباد»، و«حريديم» هذه الأسماء والعناوين، ونشرتها مع تصريح على لسان الحاخام «ليفشيتش» زعيم «يد للأخوة»، يقول فيه: «كشفنا أسماء مشايخ التبليغ والدعوة فى إسرائيل، وأساليبهم فى العمل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحذير اليهود من انتشار الإسلام. ونشرنا الأسماء بعد استشارة حاخامات متخصصين فى القانون المدنى والجنائى بإسرائيل».

الشيخ «محمد عبدالله» من دعاة التبليغ والدعوة فى فلسطين لم يندهش من بيان «يد للأخوة»، وقال: «نحن جماعة مسالمة، لا نلجأ للعنف، ونبلغ دعوة الإسلام لمن يريد أن يسمع عنها.

كما أننا نعمل فى ضوء القانون. فوثيقة الاستقلال لدولة إسرائيل تضمن حرية العقيدة لكل فرد.

ويحق لكل طائفة دينية من الناحية القانونية ممارسة عقيدتها، والاحتفال بأعيادها، وإدارة شؤونها، لكن يبدو أن وثيقة الاستقلال التى تقوم مقام الدستور فى إسرائيل فى واد، والواقع العملى فى وادٍ آخر. فلا يتصور مواطن يهودى من سكان إسرائيل أن يدخل الإسلام أو المسيحية، ويتركه الحاخامات لحاله.

ولا يتصور أكثر من مليون مسلم هم العدد التقريبى لسكان إسرائيل من عرب ٤٨ أن يتمتعوا بالمساواة فى الحقوق الدينية مع الأغلبية اليهودية».

ويتوقف «عبدالله» عند الاتهامات التى يسوقها تنظيم «يد للأخوة» لجماعة التبليغ، وزعمه بأنها تحصل على تمويل من مركزها الرئيسى بالهند. فيقول: «دعاة التبليغ لا يتلقون تمويلا من أية جهة، وكل داعية يمارس الدعوة على نفقته الخاصة، باعتبارها جهادا فى سبيل الله بالمال والوقت والجهد، وهذه مسألة معروفة للكافة.

فنحن جماعة من أهل السنة، نتجول فى جميع أنحاء العالم، فندعو للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

ونحض المسلمين على التمسك بالصلاة، ونبلغ من لم تبلغه دعوة الإسلام بدين نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)».

ويوضح عبدالله أن: «الجماعة تأسست فى الهند عام ١٩٢٦، ولا تعمل بالسياسة، وتستمد نجاحها من الآية الكريمة: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، ومن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) «بلغوا عنى ولو آية».

أما فيما يتعلق باستهدافنا فى إسرائيل، فنحن لا نخشى فى الله لومة لائم، ونؤمن بقول الله عز وجل: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)».

فى المقابل يشير بيان «يد للأخوة» إلى أن مساجد «التبليغ والدعوة» فى إسرائيل تنتشر فى «كفر مندا» شمالى إسرائيل، وفى الخليل، واللد، ونابلس، وجفعات شاءول بالقدس المحتلة. واللافت للانتباه، ولم يشر إليه بيان التنظيم اليهودي، ويرفض الشيخ عبدالله التعليق عليه أن جميع هذه المدن لها علاقة وطيدة بالتاريخ الإسلامى فى فلسطين.

فالاعتقاد السائد لدى المؤرخين أن «كفر مندا» هى بلدة «مدين» المذكورة فى القرآن الكريم. وذلك وفقا لما ذكره المؤرخ «ياقوت الحموى» الذى مر بها سنة ١٢٣٠ م. وما زال بها بئران يُعتقد أن نبى الله موسى قابل عندهما بنات شعيب (عليه السلام).

والمركز الثانى هو مدينة خليل الله إبراهيم، ثم «اللد» عاصمة جند عمرو بن العاص بعد فتح فلسطين، ونابلس التى فتحت فى عهد أبى بكر الصديق، وتضم ٤٩ مسجدا، بينها المسجد العمرى الذى بناه الظاهر بيبرس بعد تحرير فلسطين، وحى جفعات شاءول فى القدس المحتلة هو أكبر معاقل اليهود الدينيين، وعلى أطرافه تقع المحكمة الشرعية الإسلامية، وفيها يحصل المسلمون الجدد على شهادات رسمية تثبت ذلك، ويستبدلون أسماء عربية بأسمائهم.

غير أن أول ملاحظة تسجل على نشاط «التبليغ والدعوة» فى إسرائيل، هى ندرة المعلومات، فالجماعة لا تعلن عن نجاحاتها فى إقناع اليهود بدخول الإسلام رغم الصخب الذى يحيط باسمها فى وسائل الإعلام العبرية.

والمعلومات القليلة عن أهم دعاتها، نجدها فى بيان «يد للأخوة» على لسان الحاخام «موشيه كوهين» قائد ميليشيا مكافحة (التبليغ والدعوة) فى تنظيم «يد للأخوة» الذى يقول: «زعيم التبليغ والدعوة فى إسرائيل هو الشيخ أبو ياسين من كفر مندا، وبدأ نشاطه، المعلن، بعد نجاح جماعته فى إقناع الحاخام يوسف كوهين بدخول الإسلام، هو وزوجته، وأبنائه الخمسة، وتغيير اسمه إلى يوسف الخطاب، وتمكنوا من تهريبه خارج إسرائيل.

والرجل الثانى هو الشيخ إبراهيم نادر من نابلس، ويتلوه الشيخ سالم الطويل من رام الله، ثم الشيخ عبدالله الفراحين من قرية «بيت أولا».

ويعمل الشيخ سالم الطويل ممرضا فى مستشفى معروف بالقدس، ويلتقى، خلال عمله، بعدد كبير من اليهود المتدينين، والعلمانيين، ونجح فى إقناع العشرات بالإسلام. أما الشيخ الفراحين، فيتولى تأمين اليهود المتحولين للإسلام، ويوفر لهم فرص عمل، ومسكنا بقرى عرب ٤٨، أو القرى الفلسطينية، بعيدا عن سطوة الحاخامات.

المصدر الثانى للمعلومات عن «التبليغ والدعوة» فى إسرائيل هو الصحف العبرية التى تنشر من حين لآخر تحقيقات عن تحول اليهود للإسلام، ومعاناة معظمهم بسبب سيطرة الأحزاب الدينية اليهودية على الوزارات الخدمية مثل وزارتى الداخلية والأديان.

«يديعوت أحرونوت» على سبيل المثال، تعتبر أن إسلام الحاخام «يوسف كوهين»، وأسرته المكونة من خمسة أفراد منعطفا خطيرا فى نشاط «التبليغ والدعوة» بإسرائيل. فقد زلزل إسلامه اليهود المتشددين دينيا.

خاصة أنه غير اسمه إلى «يوسف الخطاب»، وتحول لداعية فى سبيل الله، على حد وصفه. وكان يوسف الخطاب يهوديا متشددا، يدعى « يوسف بريان كوهين».

عاش معظم حياته فى نيويورك. وكان من مريدى الحاخام عوفديا يوسيف. وهاجر لإسرائيل عام ١٩٩٨، ليتلقى العلم الدينى من الحاخام عوفديا شخصيا. بعدما عانى من حاخامات أمريكا الذين يعلون من شأن كتاب التلمود الذى وضعه الحاخامات ليكون بديلا عن التوراة.

ويقول يوسف الخطاب: «انتقالى لفلسطين لم يفدنى كثيرا، فلم أجد فى إسرائيل التزاما دينيا كما توقعت، فالنساء يكشفن شعرهن عكس أوامر التوراة، ويلبسن ثيابا تكشف أكثر مما تخفي، والأطفال لا يدرسون التوراة، ويتعلمون قشورا من التلمود ليظلوا جهلة بدينهم».

ويضيف يوسف الخطاب فى سيرته الذاتية المنشورة على موقعه الإلكتروني: «بالصدفة قابلت شابا إماراتيا فى أحد منتديات الدردشة على الإنترنت عام ٢٠٠٢، وعندما عرف أننى إسرائيلى قرر إنهاء المحادثة. سألته عن السبب، فحدثنى عن وحشية الإسرائيليين وقمعهم للفلسطينيين، فى مقابل تكريم الإسلام للإنسان، وإيمان المسلمين بكل الأنبياء وأصحاب الرسالات.
وشعرت فى ردودى بضعف منطقى. بعد نهاية حديثنا، شعرت برغبة فى التعرف على الإسلام، فاشتريت قرآنا مترجما للإنجليزية. والتقيت بالشاب الإماراتى «صالح» مرات كثيرة، وناقشته فى أمور لم أفهمها فى الإسلام. وامتد الحديث بيننا ساعات. وبعد تفكير عميق دخلت الإسلام، وأخبرت «صالح» بقراري، فطلب منى التفكير مرة أخرى حتى لا يكون قرارى انفعاليا.

وبالفعل، التزمت بقراءة القرآن والتفاسير يوميا، بالرغم من أن ذلك من الكبائر فى اليهودية. لكننى كنت مقتنعا بما أفعله، وأخبرت زوجتى وكل من حولى بإسلامى. فأقنعنى أحد أصدقائى الفلسطينيين، من التبليغ والدعوة، بإخفاء إسلامي، فى البداية، حتى لا أتعرض لانتقام حزب شاس. فكنت أصلى فى المنزل، وأغلق الأبواب والنوافذ عند قراءة القرآن. وبعد فترة ضقت بهذا الوضع.

وبمساعدة إخوة فلسطينيين انتقلت للعيش فى حى عربى بالقدس الشرقية». وبعد فترة اقتنعت زوجة يوسف الخطاب بالإسلام بعد أن كانت يهودية متعصبة، وغيرت اسمها من «لونا تريم» إلى «قمر الخطاب»، والابنة عسيدة ١٨ عاما صارت حسيبة، والطفل رحمايم ٨ أعوام أصبح عبدالرحمن، أما عوفديا الصغير فقد صار عبدالله.

لكن «يوسف الخطاب» لم يفلت من اعتداءات حاخامات «يد للأخوة» الذين لاحقوه فى القدس، وتعمدوا إهانته، وهددوا بقتله، وخطف أبنائه، وزوجته بحجة أنه أجبرهم على الإسلام. ورفضت وزارة «الداخلية» الاعتراف بإسلامه، حتى تمكنت التبليغ والدعوة من تهريبه للمغرب عام ٢٠٠٦، حيث يعيش الآن.

صحيفة هاآرتس، من جانبها، نشرت تحقيقا العام الماضى عن عشر حالات ليهود أعلنوا إسلامهم، بينهم يوسف الخطاب. وفضحت التعنت الذى واجهوه من «يد للأخوة»، ووزارتى الداخلية والأديان بقيادة وزيرين من حزبى شاس، ويهودية التوراة.

وأوردت الصحيفة قصة السيدة «جيئولا» التى ذهبت بصحبة زوجها «رامى» فلسطينى الجنسية، إلى مكتب تسجيل السكان بإسرائيل، ليشهرا زواجهما ويخطرا المكتب باعتناق الزوجة الإسلام. وقدمت «جيئولا» للموظف شهادة صادرة عن المحكمة الشرعية بالقدس تفيد بصحة إسلامها، وأنها صارت تدعى «فاطمة الزهراء».

لكن الموظف اليهودى لم يعترف بالشهادة، وطالبها بإحضار شهادة من محكمة شرعية يهودية تجيز إسلامها، أو شهادة رسمية من وزارة الأديان تثبت ذلك!

وعندما ذهب الزوجان إلى وزارة الأديان، انفردت مسؤولة كبيرة بالمرأة بعيدا عن زوجها، وحاولت إثناءها، بشتى الطرق، عن الإسلام، وعددت لها مزايا اليهودية، وعيوب الإسلام من وجهة نظرها. ولما لم تغير «فاطمة الزهراء» أو «جيئولا» رأيها، وأصرت على ملء استمارة «تغيير ديانة»، والحصول على جميع الأوراق اللازمة.

قيل للزوجين إن لجنة خاصة تتألف من حاخام وطبيب نفسى وإخصائى اجتماعى ستتولى بحث الطلب، والتحقيق فى الأمر خشية أن تكون «جيئولا» غيرت دينها قهرا، وأن اللجنة ستبدأ عملها بعد ستة أشهر، وتستمر فيه سنة ونصف السنة، وهى وحدها المخولة بإصدار قرار يقضى بأحقية «جيئولا» فى تغيير دينها من عدمه.
وخلال هذه الفترة لا يحق للزوجين إشهار زواجهما، أو «تغيير ديانة» الزوجة، أو التعامل مع الجهات الرسمية بالاسم القديم أو الجديد حتى تفصل اللجنة فى الأمر.
الإجراءات البيروقراطية التى واجهت «فاطمة الزهراء»، هى نفسها التى واجهت «سعديا» الذى أسلم، وصار اسمه «سعيد». وكذلك «عينات كارمل» التى أسلمت، وأصبحت تدعى «صفية داوود»، واتهمتها لجنة وزارة الأديان، رسميا، بالجنون.
وفيما كشفت صحيفة هاآرتس عن معاناة ١٠ مسلمين جدد فى إسرائيل، يرفض آخرون الكشف عن أسمائهم حتى لا يتعرضوا لإيذاء اليهود المتطرفين، ونجحت جمعية الدفاع عن حقوق المواطن فى إسرائيل بصعوبة فى إحصاء الحالات التى تعانى من القهر الدينى نتيجة تحولهم للإسلام، وحركت دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية باسم أربع نساء يتعرضن للإكراه الدينى، ويخشين من عرض قضيتهن فى وسائل الإعلام، حتى لا يفقدن حقوقهن المشروعة، أو يتعرضن لاعتداءات تنظيم «يد للأخوة» الإرهابى.



منقول للفائدة
من شبكة شمر

السبت، مايو 12، 2012

اليمن السعيد بحث تاريخي

المقدمة
اليمن  تاريخ
. اليمن دولة عربية تقع في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة العرب، يحدها جنوبًا بحر العرب، وشمالاً المملكة العربية السعودية، وغربًا البحر الأحمر، وشرقًا عُمان. وتشمل هذه الحدود بلاد اليمن الموحدة التي تضم ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، واليمن الجنوبي أو الذي أطلقت عليه بريطانيا اسم عدن ومحمياتها، أو ما عرف ولفترة طويلة باليمن الجنوبي المحتل من قبل بريطانيا. وقد سُمِّي بعد الاستقلال باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وظل اليمن الشمالي يطلق على اليمن الجنوبي اسم الجنوب اليمني لأن هذا الجزء أرض يمنية لا تنفصل عن اليمن، وقد فصلته بريطانيا لأسباب وظروف استعمارية طارئة.

تقدر مساحة اليمن الموحد بحوالي 453,000كم². ويقدر سكان اليمن بحوالي 17 مليون نسمة.

يتميز سطح شمال اليمن بكونه منطقة جبلية مرتفعة يحدها سهل ساحلي ضيق في الغرب، يعرف بسهل تهامة اليمن. ويمتاز مناخ هذا القسم من اليمن بأنه بارد في الشتاء، ومعتدل في أيام الصيف. أما السهل فمناخه حار رطب صيفًا، دافئ في وقت الشتاء. وتسقط الأمطار على هذا الجزء من اليمن في فصل الصيف بسبب هبوب الرياح الموسمية الغربية.

أما سطح جنوب اليمن، فهو سهل ساحلي يحاذي بحر العرب ويمتد من الغرب إلى الشرق، بالإضافة إلى المرتفعات التي تقع في شمالي السهول الساحلية. ومعروف أن المرتفعات الغربية هي أكثر ارتفاعًا من المرتفعات الشرقية التي هي في أغلبها هضاب تتخللها أودية، أكبرها وأهمها وادي حضرموت. وهناك صحَارَى في داخل اليمن الجنوبي تلي المرتفعات شمالاً. ومناخ الجزء الجنوبي من اليمن شديد الحرارة ورطب في الصيف، ودافئ في الشتاء. وأمطار هذا القسم من اليمن تسقط في فصل الصيف لوقوعه في مهب الرياح الموسمية.

في اليمن عدد من المدن تأتي في مقدمتها مدينة صنعاء وتقع في وسط البلاد، ويتزايد عدد سكانها تدريجيًا بسبب انتقال الهجرة إليها للعمل والتجارة. وهي مدينة جبليّة مرتفعة، ترتفع عن سطح البحر بحوالي 7,000 قدم. وهي عاصمة البلاد ومن أقدم المدن العربية وتشتهر بتاريخها الطويل العريق. وكانت تسمى في الجاهلية باسم أزال. وفي المدينة جامع كبير بني في زمن الرسول ³، وقام الوليد بن عبدالملك، الخليفة الأموي بتوسعته، ووسعه أيضًا غيره ممن حكموا البلاد اليمنية. وفي صنعاء مكتبة عربية قديمة، فيها كتب ومخطوطات نفيسة نادرة. وهي مركز للنشاط التجاري في اليمن، وفيها دوائر الحكومة اليمنية. ومدينة تعز، المدينة الثانية لليمن الشمالي، تقع في منطقة جبلية، وترتفع عن سطح البحر حوالي 4,000 قدم. وتقع في الجنوب من صنعاء، وتشتهر بزراعة البن اليمني الذي يصدر إلى الخارج من ميناء المخا. ومدينة الحديدة مدينة ساحلية على البحر الأحمر، ومركز تجاري مهم، وأكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر. هذا بالإضافة إلى مدن: صعدة، وإب، وذمار، وزبيد، وبيت الفقيه وغيرها.

وتوجد في اليمن الجنوبي مدينة عدن، عاصمة الجزء الجنوبي من اليمن وميناء تجاري ومحطة ممتازة لتزويد السفن بالوقود. ويوجد فيها مطار، وفيها أيضًا معمل لتكرير النفط. ولموقع عدن أهمية استراتيجية واقتصادية. ومدينة المكلا، الميناء الشرقي للبلاد، له أهمية خاصة بالنسبة لحضرموت.

ومن موانئ اليمن: الحديدة، والمخا، والصليف، وعدن، والمكلا. ومن جزرها كمران، وحنش، وبريم، وسوقطرى وغيرها. وفيها مضيق باب المندب، وعدد كبير من الأودية مثل وادي زبيد، ووادي سهام، ووادي بنا، ووادي ورزان، ووادي الخارد، ووادي حضرموت وغيرها من الأودية الأخرى.

ينحدر سكان اليمن من عرب الجنوب المعروفين بالقحطانيين، وينتمون إلى أعرق الأصول العربية. وجميع السكان عرب مسلمون، وفيهم أتباع المذهب الزيدي، ويقطنون المناطق الجبلية. أما باقي السكان فهم سنيون شافعيون، ويتمركزون في محافظات إب وتعز والحديدة وفي تهامة والسواحل الجنوبية. ويعتز اليمنيون بعروبتهم، وأن اليمن الموطن الأول للعرب، ولعله الموطن الأصلي للشعوب السامية التي خرجت من الجزيرة العربية باتجاه الشمال. ويتكلم اليمنيون اللغة العربية.

اليمن بلد صالح جدًا للزراعة بأنواعها، ففيه أنواع المزروعات المختلفة، حيث تزرع أشجار الفواكه بأنواعها في الجبال والمناطق المرتفعة كالبرتقال والليمون والخوخ والمشمش والموز والتفاح والكمثرى والتين والعنب وغيرها. وتزرع في سهوله وضفاف أوديته الحبوب من قمح وشعير ودخن وذرة وعدس. بالإضافة إلى زراعة الخضراوات والبن والقات والقطن. وفي اليمن ثروة حيوانية.

ويصدر اليمن البن اليمني المشهور عالميًا. وقد عرف البن في اليمن منذ عام 950هـ،1540م، واهتم سكان اليمن بزراعته في المنحدرات اليمنية. ويصدر البن اليمني عن طريق ميناء المخا، والمخا ميناء قديم على ساحل البحر الأحمر. ويصدر البن إلى بلاد أوروبا مثل إيطاليا وفرنسا وهولندا وبريطانيا، وإلى مناطق الشرق الآسيوي كالهند والصين. واشتهرت المخا بأنها مركز تصدير البن اليمني. ويصدر اليمن كذلك البخور.

وفي اليمن ثروة معدنية، ففيه معادن كثيرة كالذهب والحديد والرصاص والنحاس والكبريت والملح والفحم الحجري والنفط. وهناك شركات نفط أمريكية تنقب عن النفط في اليمن، خاصة في المنطقة الساحلية. وبالفعل فقد بشرت النتائج عن اكتشاف النفط في اليمن، خاصة في المنطقة الشرقية. وفي عدن مركز لتكرير النفط له أهمية كبيرة في مناطق جنوبي الجزيرة العربية.

يعمل سكان اليمن بالزراعة التي تكثر في مناطق الأودية. ويعمل قسم منهم في الرعي خاصة في مناطق سفوح الجبال. وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في صيد الأسماك في السواحل اليمنية، ويقوم اليمنيون بتمليح الأسماك وتجفيفها كي تصدر إلى الخارج. ويتركز صيد الأسماك في المناطق الساحلية حول البحر الأحمر، والبحر العربي في الجنوب. وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في التجارة، واليمنيون قوم مشهورون بالتجارة منذ القدم، خاصة الحضارمة منهم. والشعب اليمني يحب الهجرة بسبب العمل والكسب، فمنهم أعداد كبيرة في إندونيسيا، وفي أرجاء العالم العربي، وفي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد توارث اليمنيون مهنة التجارة والرحلات الخارجية عن أجدادهم القدماء الذين كانوا يمارسون التجارة ويجوبون البحار والأقطار في معظم القارات، نظرًا لموقع بلادهم المهم على الطرق التجارية الرئيسية: البرية والبحرية. وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في الصناعات اليدوية مثل: صناعة المنسوجات، والأواني النحاسية، والخناجر والسيوف اليمانية، والأحذية والقرب، ودبغ الجلود وغيرها من الصناعات الخفيفة.


تاريخ اليمن القديم
ازدهرت في اليمن قديمًا دول وممالك ذات حضارات عريقة، ويعود ذلك إلى حوالي عام 1300ق.م. فنشأت فيه الدولة المعينية، والدولة القتبانية والدولة السبئية والدولة الحميرية. وقد ظهرت آثار هذه الدول وحضاراتها وتاريخها من خلال مجموعة النقوش والمخلفات المكتوبة عنها، وما أكثرها. وركز الباحثون والرحالة الأجانب والمستشرقون على دراسة تاريخ اليمن القديم. وكانت تلك الدول تمتد باتجاه الشمال في مناطق شبه الجزيرة العربية. ووجدت في اليمن قديمًا إنجازات حضارية رائعة في مجال الاقتصاد والعمران، فهناك القصور اليمنية القديمة، وهناك سد مأرب الذي انهار فيما بعد فكان سببًا في إضعاف الحياة الاقتصادية الزراعية في اليمن السعيد، مما اضطر السكان إلى الهجرة من اليمن باتجاه الشمال. وقد تعرض اليمن لغزوٍ خارجي حبشي وفارسي.


الإسلام في اليمن
انتشر الإسلام بسرعة في اليمن، وكان أهل اليمن من الأوائل الذين آمنوا بما جاء به الرسول الكريم ³. وساهم اليمنيون كذلك في نشر الدعوة الإسلامية في خارج اليمن خاصة في شرق إفريقيا. ويعود دخول أهل اليمن في الإسلام إلى عهد الرسول الكريم ³، عندما أرسل عليًا بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن، فاستجاب لهما أهل اليمن في الحال وبدون تردد أو معارضة. ودخل سكان اليمن في الجند الإسلامي الذي شارك في فتح بلاد الشام وغيرها. وظهر في اليمن عدد من العلماء والمحدثين وكبار رجال الإسلام. وعَيَّن الرسول الكريم ³ عددًا من العمال على اليمن منهم الإمام علي ابن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبوموسى الأشعري، وخالد بن الوليد، والبراء بن عازب، وسعيد بن لبيد الأنصاري وغيرهم كثير. وكان من بين عمال الرسول ³ على اليمن وَبر بن يحنَّس الذي عمر جامع صنعاء المسمى الجامع الكبير بأمر الرسول ³. وتتابع عمال الدولة الإسلامية على اليمن في عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية، وبني العباس.

ومن الملاحظ أن اليمن انفصل عن الخلافة العباسية في وقت مبكر جدًا، وتأسست في اليمن إمارات إسلامية مستقلة، مما حدا بالخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد إلى إرسال حملة عسكرية إلى اليمن تمكنت من إعادته إلى الطاعة العباسية. وأرسل عامله محمد بن عبدالله بن زياد واليًا على اليمن، وبدأ الوالي يستقل

باليمن تدريجيًا، ويكتفي بالولاء الاسمي للخلافة العباسية في بغداد. وشملت إمارة ابن زياد مناطق الشحر وحضرموت وتهامة، وأسس دولته سنة 205هـ ، 821م، كما أسس مدينة زبيد، واتخذها عاصمة لدولته.

ظهر المذهب الزيدي في اليمن على يد يحيى بن الحسين بن القاسم الملقب بالرسي، (والرسي جبل قرب المدينة المنورة) الذي جاء إلى اليمن، واستقر في صعدة، وأخذت له البيعة، ولقب بالإمام الهادي إلى الحق. والمذهب الزيدي هو مذهب الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والزيدية فرقة شيعية كبيرة، وأتباعها في اليمن كثيرون. وكان يحيى بن الحسين بن القاسم أول إمام زيدي حكم اليمن.

قامت دولة أخرى في اليمن هي دولة بني يَعْفُر حكمت من عام 252هـ، 866م إلى عام 394هـ، 1003م، وقد نشأت أثناء فترة حكم الدولة العباسية. وظهرت تلك الدولة في شبَام ثم في صنعاء في عهد أسعد ابن أبي يعفر الحوالي، ثم امتدت إلى حاشد في الشمال، وإلى مخلاف جعفر والجند والمعافر في الجنوب. ويعدّ حكم السلطان أسعد بن أبي يعفر من أطول فترات حكم سلاطين بني يعفر.

تأسَّست دولة بني نجاح المملوكية في اليمن، وحكمت تلك الدولة فترة امتدت من عام 410هـ، 1019م، أي من بعد نهاية حكم بني يعفر حتى عام 552هـ، 1158م. وتنسب الدولة الجديدة هذه إلى نجاح مولى بني زياد الذي تسلم السيادة في منطقة تهامة في اليمن، وأعلن نفسه سلطانًا على المنطقة، وقدم ولاءه للدولة العباسية التي أجازت حكمه، ولقبته بالمؤيد نصير الدين. والمعروف أن بني نجاح من أصل حبشي.

كما نشأت في اليمن دولة بني الصليحي نسبة إلى علي بن محمد بن علي الهمداني الصليحي مؤسس الدولة الصليحية الفاطمية، وقد نادى بالدعوة باسم الخليفة المستنصر العبيدي الفاطمي في مصر، وقامت تلك الدولة في ظل وضع سادت فيه الفوضى والاضطراب في بلاد اليمن. وحاول علي بن محمد الصليحي أن يمد دعوته الفاطمية إلى الحجاز ليقضي على الدعوة العباسية والإمارة الحسينية في مكة، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ذلك.

ظهرت في اليمن، خاصة في الجنوب دولة بني زُرَيع عام 463هـ، 1070م، وهم ينتمون إلى المكرم اليامي الهمداني، ويعرفون ببني زريع. ويعد زريع بن العباس بن المكرم اليامي الهمداني أول سلاطين آل زريع. وظلت دولة بني زريع هذه حتى عام 570هـ، 1174م. وقد تمركزت هذه الدولة في عدن وأطرافها.

ظهرت دولة بني حاتم في صنعاء وما جاورها منذ عام 493هـ، 1099م على يد حاتم بن علي الهمداني. واستمر حكم بني حاتم حتى عام 570هـ، 1174م. وكان حاتم بن علي المهدي قد ثار على حكم الأحباش آل نجاح. وظل حكم هذه الدولة حتى عام 570هـ، 1174م.

كما ظهرت في اليمن دولة بني أيوب نسبة للأيوبيين. وقد أسس صلاح الدين نجم الدين أبو الشكر أيوب دولتهم. وبدأت فترة الحكم الأيوبي في اليمن منذ عام 570هـ، 1174م وانتهت على يد آل رسول عام 626هـ، 1228م. وبدأت بحكم السلطان المعظم توران شاه بن أيوب، وانتهت بنهاية عهد السلطان المسعود يوسف بن الكامل. انظر: الأيوبية، الدولة.

حكمت اليمن دولة بني رسول نسبة إلى آل رسول محمد بن هارون أحد وزراء الأيوبيين في مصر. وجاء بنو رسول إلى اليمن مع الجيوش الأيوبية، وادعوا نسبًا غسانيًا يعود في جذوره إلى جبلة بن الأيهم آخر ملوك دولة الغساسنة. وقيل إن بني رسول من أصل تركماني. وقد استقر عمر بن علي في اليمن وضرب العملة النقدية باسمه، وخطب له على المنابر في صلاة الجمعة، ولقب نفسه بالملك المنصور نور الدين، وأسس بذلك دولة في اليمن عرفت باسم دولة بني رسول حكمت اليمن من 1228إلى1453م. وكان أمراء بني رسول على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر، ولكنهم ظلوا على عداء مع الأئمة الزيديين في صعدة في اليمن. ودارت حروب مريرة وطويلة بينهم وبين بني رسول.

ينسب أئمة اليمن من الزيديين إلى الإمام الهادي يحيى ابن الحسين بن القاسم أول إمام في اليمن، وكانت اليمن وقتذاك قد انفصلت عن جسم الخلافة العباسية. ومعظم الأئمة في اليمن ينتسبون إليه ولذلك يطلق عليهم اسم الحسينيين، وهناك عدد قليل من أئمة اليمن ينحدرون في نسبهم من الإمام الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب، وهناك عدد قليل جدًا من أئمة اليمن ينسبون إلى الحسين ابن علي بن أبي طالب، ويسمون بالحسينيين.

 ظلت سلطة الإمامة الزيدية وقوتها في معظم فتراتها محصورة ولزمن طويل في المنطقة الشمالية من البلاد اليمنية. وعدد أئمة اليمن تسعة وخمسون إمامًا حكموا اليمن منذ عام 898م إلى 1962م، حين أطيح بحكمهم في يوم 26 سبتمبر 1962م وأعلن النظام الجمهوري.

في عدن ولحج وبعض أجزاء من اليمن، ظهرت دولة بني طاهر التي دامت في الحكم في الفترة 1454 - 1538م. وينسب حكام دولة بني طاهر إلى جدهم طاهر بن تاج الدين بن مُعوضة الأموي القرشي. وكان علي بن طاهر بن تاج الدين بن معوضة، وأخوه عامر بن طاهر عاملين على عدن من قبل سلاطين دولة بني رسول. وكانت لهم مكانة بين السكان، ولهم مركز قوي في جنوبي اليمن. وتمكن الأخوان من بسط سيادتهما على عدن في الجنوب اليمني، وأنهيا بذلك حكم دولة بني رسول فيها. وظلت علاقة حكام بني طاهر بالأئمة الزيديين علاقة سيئة. وقد بقي حكم بني طاهر في عدن حتى غزا العثمانيون عدن سنة 945هـ - 1538م، وألقوا القبض على عامر بن داود الطاهري، وأنهوا حكمه.


العثمانيون في اليمن
تعرضت سواحل الجزيرة العربية والموانئ المهمة فيها إلى غزو برتغالي استعماري، منذ أن وصلت الكشوف البرتغالية إلى رأس الرجاء الصالح في جنوبي إفريقيا، وقد تعدت ذلك إلى الهند. فظهرت المراكب البرتغالية في منطقة البحر الأحمر عام 1505م، ووصلت خليج عدن وجزيرة سوقطرى. وقد حاول المماليك الوقوف في وجه البرتغاليين، وبنوا أسطولاً لذلك، ولكنهم هزموا في وقعة ديو في المياه الهندية عام 1509م. وهزم البرتغاليون الأسطول المملوكي في البحر الأحمر، ولجأ السلطان المملوكي إلى طلب العون من العثمانيين. وهكذا تركز الحكم البرتغالي في مناطق من البحر الأحمر، والخليج العربي، وأصبحت لهم قاعدة عسكرية وتجارية في هرمز، وهددوا بذلك التجارة العربية في المحيط الهندي، واستطاعوا بشكل تدريجي أن يحتكروا التجارة فيه، وظلوا فيه حتى عام 1032هـ، 1622م.

أصبح على الدولة العثمانية الإسلامية مهمة حماية ديار الإسلام من الغزو البرتغالي الاستعماري الذي هدد هذه الديار واحتل أجزاء منها. وقد تصدى العثمانيون للبرتغاليين بعد أن تمكنوا من دخول البلاد العربية، وأنهوا بذلك الخلافة المملوكية بعد دخولهم بلاد الشام على أثر وقعة مرج دابق عام 922هـ، 1516م، وبلاد مصر على أثر موقعة الريدانية عام 923هـ، 1517م، وأرسل الشريف بركات شريف مكة مفاتيح الكعبة والهدايا مع ابنه (أبونمي) إلى السلطان سليم الأول في مصر دلالة على تبعية الحجاز للسيادة العثمانية بشكل سلميّ.

أما بالنسبة لليمن فقد أعلن الأمير المملوكي إسكندر تأييده للسلطان سليم الأول، فأرسل السلطان سليم الأول فرمانًا يقضي باستمرار إسكندر واليًا على اليمن من قبل العثمانيين، وأمر إسكندر بذكر اسم السلطان العثماني في خطبة صلاة الجمعة. وقد تميزت الفترة بين 924- 945هـ، 1518-1538م باضطراب كبير في أحوال اليمن، ولم تكن السلطة في اليمن موحدة ومستقرة. فهناك حكم أئمة اليمن، وهناك حكم للزعامات اليمنية المحلية، بالإضافة إلى بقايا حكم دولة بني طاهر في عدن. كما أن حكم العثمانيين في مصر في حالة من الفوضى والاضطراب مما جعل الحكام العثمانيين لا يهتمون كثيرًا بأمر اليمن.

اهتم السلطان سليمان القانوني بأمر مسلمي الهند، فأرسل حملة عسكرية بحرية إلى الهند بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر لمقاومة البرتغاليين، والسيطرة على تجارة مناطق الشرق عام 945هـ، 1538م. وأمر السلطان القانوني قائده سليمان باشا الخادم بالتوجه إلى اليمن أثناء سير الحملة باتجاه الهند. فعرج سليمان باشا الخادم على عدن ودخلها، وأنهى بذلك حكم الأمير عامر بن داوود آخر حكام بني طاهر. وعين سليمان باشا الخادم حاكمًا على اليمن من قبله اسمه بهرام. ثم توجه بعد ذلك إلى الهند حسب مخطط سير الحملة. وقد توقف سليمان باشا الخادم في اليمن أثناء عودته من الهند، وحاول أن يوطد نفوذ الدولة العثمانية في تلك البلاد عام 946هـ، 1539م، فنظم الإدارة العثمانية في جميع مدن اليمن الرئيسية، وأقام الولاة عليها، وبناءً عليه اعتبر القائد سليمان باشا الخادم الرجل العثماني الأول الذي ركز دعائم الحكم العثماني في اليمن ونظمه تنظيمًا إداريًا عثمانيًا، كما عُدّ ذلك ابتداء الفتح العثماني لليمن، لأن النظام الإداري في اليمن، وحكامه كانوا يعملون بالأنظمة المملوكية، وكان حكام المناطق حكامًا محليين كل منهم يعمل في دائرة نفوذه وأنظمته وقوانينه. وبحلول عام 948هـ، 1541م، أطلق العثمانيون ولأول مرة لقب باشا على حاكم اليمن، ومنح رتبة إدارية عثمانية هي رتبة بيلربي (بك البكوات)، وكان قبل ذلك التاريخ يلقب حاكم اليمن بلقب بك فقط.


وعلى الرغم من السيادة العثمانية في اليمن، والتنظيم الإداري العثماني فيه، وقوة الدولة العثمانية وشبابها وقتذاك، إلا أن نفوذ أئمة اليمن من الزيديين ظل قويًا وفاعلاً، وامتد إلى مناطق كبيرة من البلاد اليمنية، خاصة في المناطق الجبلية، وحصن الأئمة الزيديون مدينة تعز التي احتلها الوالي العثماني الجديد على اليمن أُوَيس باشا الذي وصل إلى اليمن عام 953هـ، 1546م. واستطاع هذا الوالي أن يوطد السيادة العثمانية على منطقة أوسع، وخاصة في المناطق الجبلية التي لم يصل إليها العثمانيون. واستطاع الوالي أن ينظم جندًا محليًا من اليمنيين يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات العثمانية، لكن العسكر غدروا به وقتلوه. فتولى الأمر أزدمر باشا وهو من العسكر العثمانيين في اليمن. وأزدمر باشا مملوكي من الشركس، انتظم في خدمة العثمانيين، وعين واليًا على اليمن برتبة باشا. ومن أعماله في اليمن : محاربة الأئمة الزيديين، ودخول صنعاء، وجعلها مركزًا للولاية العثمانية ومكانًا لإقامة الباشا.

ظل أزدمر هذا في الباشوية حتى عام 964هـ، 1556م، فخلفه على باشوية اليمن مصطفى باشا المعروف بالنشار، وهكذا توالى تعيين الولاة العثمانيين على اليمن بشكل منتظم. ومن اليمن قرر العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني احتلال بلاد الحبشة بقصد حماية البحر الأحمر والمقدسات الإسلامية في الحجاز من هجمات دولة البرتغال الاستعمارية التي حاولت ضرب النفوذ الإسلامي في البحار الدافئة، وهذا الأمر في حد ذاته يوضح مدى أهمية اليمن، خاصة سواحله وموانئه بالنسبة للاستراتيجية العثمانية في مناطق البحر الأحمر، وبحر العرب، والخليج العربي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحبشة كانت حليفة للبرتغاليين في المنطقة. وصادف أن كانت حالة من الفوضى والاضطرابات تجتاح بلاد الحبشة، مما مكن العثمانيين من بسط نفوذهم على منطقة مدينة مصوع، ومدينة سواكن، فاستطاع العثمانيون بسط سيادتهم على المنطقة الساحلية من بلاد الحبشة دون التوغل في داخل البلاد، وإنهاء الحكم الحبشي الذي يتعاون مع البرتغال في الهجوم على مناطق العالم الإسلامي خاصة في مناطق البحر الأحمر.

ثار الأئمة الزيديون ضد العثمانيين عام 954هـ، 1547م بقيادة الإمام مطهر بن شرف الدين الزيدي، وساعده عدد من العسكر العثمانين الذين تمردوا على السلطة العثمانية في اليمن بسبب ضعف رواتبهم. وتعمقت الثورة اليمنية بسبب الخلاف القائم بين الوالي العثماني في زبيد وتهامة والوالي العثماني في صنعاء والمناطق الجبلية. ونمت الثورة الزيدية وازدهرت بعد وفاة السلطان سليمان القانوني. فدخل الإمام مطهر الزيدي مدينة صنعاء عام 975هـ، 1567م، مما جعل السلطان سليم الثاني يرسل سنان باشا والي مصر إلى اليمن على رأس حملة عسكرية لإعادة الأمن والنظام فيه، وكان ذلك عام 977هـ، 1569م. وتمكن سنان باشا من دخول صنعاء، وإرساء قواعد الأمن والنظام العثماني في اليمن، وبناء عليه، عدّ هذا الإنجاز العثماني الجديد في اليمن، الفتح العثماني الثاني لليمن، حيث إن الفتح الأول بدأ عام 946هـ، 1539م.

ومع هذا كله ظل الأئمة الزيديون على حالهم، فتعاملوا مع الولاة العثمانيين أحيانًا بشكل حسن، وظلوا يحافظون على استقلالهم في مناطقهم. وظل الأئمة الزيديون في أوقات كثيرة يثورون ضد السلطة العثمانية. فثار الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وشملت ثورته مناطق يمنية واسعة، مما أدى بالدولة العثمانية إلى إرسال حملات عسكرية ضد ثورته. ثم قامت ثورة أخرى بقيادة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ضد الوالي العثماني أحمد فضلي عام 1031هـ، 1621م، فاستولى على صنعاء وتعز وعدن، واستطاع إخراج العثمانيين من اليمن عام 1046هـ، 1636م. وقد تمكن من ترسيخ دولة الإمامة الزيدية في اليمن، ومن هنا أصبح الأئمة الزيديون رمز الثورة اليمنية ضد العثمانيين.

كانت الدولة العثمانية قد قررت تعيين واليين على اليمن عام 974هـ، 1566م، أحدهما في ولاية اليمن المشكلة من التهائم والسواحل ومركزها مدينة زبيد، والثاني في ولاية اليمن المشكلة من تعز وصنعاء ومناطق الجبال، وهي محاولة هدف منها تثبيت دعائم الحكم العثماني في اليمن، وإرساء دعائم الأمن والنظام والاستقرار في المنطقة اليمنية التي ظلت تثور ضد الدولة على مدى التاريخ والوجود العثماني في اليمن. ويبدو أن تجربة العثمانيين هذه في تقسيم اليمن إلى قسمين قد أضعفت وجودهم فيه، وحدثت مشكلات كثيرة من جراء ذلك، مما شجع القوى المحلية للخروج على سيادة العثمانيين، ومحاولة تكوين سيادات محلية مستقلة، مستفيدة من الظروف والأحوال السيئة التي كانت تتعرض لها الدولة العثمانية بين الحين والآخر.

كانت الدولة العثمانية تدفع رواتب الجند والموظفين العثمانيين في اليمن تبعًا لنظام ساليانليّ، أي النظام السنوي، والمرتبات السنوية التي تدفع من واردات اليمن، ولم يكن في اليمن نظام الإقطاعات المعمول به في مناطق أخرى من ولايات الدولة العثمانية. وكانت موارده تصرف على رواتب الجند والموظفين، وما يزيد عن

 ذلك يرسل إلى المسؤولين العثمانيين. والواقع أن رواتب الجند والموظفين في اليمن قد تأثرت كثيرًا بالأوضاع الاقتصادية والداخلية في اليمن، وتأثرت كذلك بأحوال الأمن والنظام والاستقرار.

وقع انقسام بين صفوف أئمة اليمن، وحدث ضعف في السيادة العثمانية أيضًا، مما مهد إلى قيام حركات قبلية أدت إلى استقلال كل من حضرموت ولحج عام 1145هـ، 1732م، وعمت البلاد حالة من الفوضى والاضطراب بسبب الفراغات السياسية نتيجة لضعف السيادة العثمانية على اليمن. وحاولت الدولة العثمانية أن تسد هذا الفراغ عن طريق واليها محمد علي باشا الذي خاض حروبًا كثيرة في مناطق الجزيرة العربية، خاصة في عسير، ومناطق تهامة. وظلت حملات محمد علي تتوالى على عسير وتهامة ومناطق اليمن حتى عام 1256هـ، 1840م، إلى أن حددت معاهدة لندن نفوذه وحكمه في ولاية مصر فقط.


الاحتلال البريطاني
تعدّ عدن منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة للدول الكبرى ذات المصالح التجارية والملاحية في البحار الدافئة، وفي مناطق شرقي آسيا، خاصة الهند. وكانت بريطانيا تهتم إلى حد كبير بعدن لأنها واقعة على طريق مواصلات الإمبراطورية البريطانية في الشرق. وهي مهمة أيضًا بالنسبة لشركة الهند الشرقية الإنجليزية العاملة في المنطقة. ويعد ميناء عدن، وجزيرة بريم الواقعة في فوهة مضيق باب المندب، وجزيرة كمران في البحر الأحمر، وجزيرة سوقطرى في المحيط الهندي من المواقع الرئيسية بالنسبة للمصالح البريطانية.

احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم عام 1214هـ، 1799م. وفي عام 1255هـ، 1839م احتلت هذه القوات مدينة عدن بعد مقاومة محلية عنيفة. أخذت بريطانيا توسع حدود منطقة استعمارها بشكل تدريجي، في الوقت الذي انشغلت فيه الدولة العثمانية في حربها مع القوى المحلية اليمنية بزعامة الأئمة الزيديين فوسعت نفوذها الاستعماري على سواحل اليمن الغربية. وفي عام 1333هـ، 1915م أصبحت كل المقاطعات الشرقية والغربية تابعة لحكم بريطاني، وأشرف عليها نائب الملك البريطاني في الهند، وكانت عدن تابعة لنفوذه أيضًا. وفي المقاطعات الشرقية توجد : سلطنة القعيطي وقاعدتها المكلا، والكثيري وقاعدتها سيون، والمهد وقاعدتها المهد وقشن وسوقطرى ومركزها سوقطرى ومشيخة بير علي ومركزها بيرعلي ومشيخة حورة السفلى ومركزها حورة. وهناك محميات ومقاطعات غربية منها سلطنة لحج وقاعدتها الحوطة، والصبيحة وقاعدتها الطور، والعقارب وقاعدتها بير أحمد، والحواشب وقاعدتها مسيمير، والعوالق العليا ومركزها مضاب، والعوالق السفلى ومركزها أحور، وإمارة الفضلي ومركزها شقرة، ويافع العليا وقاعدتها المجحته، ويافع السفلى وقاعدتها القارة، وإمارة الضالع ومركزها الضالع، وإمارة بيحان ومركزها القبض.

انضمت ست سلطنات في اتحاد فيما بينها عام 1378هـ، 1958م بدعم من بريطانيا ومؤازرتها. ثم انضمت إلى هذا الاتحاد لحج ، ثم تتابع انضمام السلطنات والمشيخات والإمارات، ثم انضمت إليه مستعمرة عدن عام 1382هـ، 1962م، وسُمِّي هذا التكوين السياسي الاتحادي باسم اتحاد الجنوب العربي. وفي عام 1388هـ، 1968م، قررت بريطانيا الانسحاب من جنوب اليمن المحتل، وتنافست القوى اليمنية على من سيتولى أمور البلاد بعد الانسحاب البريطاني. وظهرت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بقيادة عبدالقوي مكاوي، وجبهة التحرير الوطنية بقيادة قحطان الشعبي. وحارب أتباع الجبهتين الإنجليز، وتحاربوا أيضًا فيما بينهم، وفي آخر المطاف سلمت بريطانيا مقاليد الحكم في اليمن الجنوبي إلى جبهة التحرير الوطنية بزعامة قحطان الشعبي، وغادرت القوات البريطانية جنوب اليمن عام 1387هـ، 1967م، وأعلن اليمنيون الجنوبيون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، جمهورية عربية مستقلة.

حدث تغيير في الحكم في اليمن الجنوبي عام 1389هـ، 1969م فوضع قحطان الشعبي تحت الإقامة الجبرية، وتولى السلطة سالم ربيع علي، وتولى رئاسة الوزارة محمد علي هيثم، ثم علي ناصر محمد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع أيضًا. وقامت حركة انقلابية أخرى أطاحت بسالم ربيع علي، وتسلم عبدالفتاح إسماعيل مقاليد الحكم.وبعد بضع سنوات حدث انقلاب آخر أنهى حكم عبدالفتاح إسماعيل، وتولى الحكم من بعده علي ناصر محمد، وهكذا ظلت الأمور في اليمن الجنوبي مضطربة ردحًا من الزمن وقد أثَّر ذلك على الوضع الاقتصادي في البلاد.


الأئمة الزيديون والخلافات المحليّة
حدث خلاف بين الأئمة الزيديين، وطلب الإمام محمد بن يحيى النجدة والمساعدة من الأمير عائض بن مرعي، حاكم عسير. فأرسل عائض بن مرعي قوة عسكرية لمساعدة الإمام محمد بن يحيى، واستطاعت هذه النجدة دعم الإمام محمد بن يحيى وتثبيت سلطته في صنعاء، على أن يكون تابعًا لسيادة عائض بن مرعي. وكان عائض ابن مرعي مؤيدًا ومدعومًا من قبل الدولة السعودية.

لم تدم العلاقة الحسنة بين الإمام محمد بن يحيى وبين عائض بن مرعي، مما أدى بابن مرعي إلى أن يرسل حملة عسكرية تحت زعامة الشريف حسين بن علي حيدر، عامل ابن مرعي على أبوعريش، لتأديب الإمام محمد بن يحيى. لكن اليمنيين هزموا جيش الشريف حسين بن علي حيدر، وأسروا قائده ابن حيدر.

انتهز العثمانيون في الحجاز فرصة الخلاف الناشب بين آل مرعي والإمامة الزيدية في اليمن، فأرسلوا جيشًا عثمانيًا احتل الحديدة وبعض أجزاء من تهامة سنة 1266هـ، 1849م. وتمكن توفيق باشا والي جدة العثماني من دخول صنعاء دون أن يلقى مقاومة تذكر. وحدث تفاهم بين الوالي العثماني توفيق باشا والإمام محمد بن يحيى، مما أغضب اليمنيين الذين ثاروا على الإمام محمد بن يحيى، وألقوا القبض عليه، ونصبوا الإمام الزيدي علي بن المهدي بديلاً عنه، وقد تمكن الثوار اليمنيون من إخراج القوات العثمانية من صنعاء.

وجه العثمانيون حملة جديدة إلى اليمن عام 1285هـ، 1868م لتأديب الثوار اليمنيين. أبدى اليمنيون بسالةً في مقاومة هذه الحملة وفرضوا على العثمانيين الحصار حتى اضطروهم إلى الاستسلام.

وتحت ضغط الثورة الزيدية والأئمة الزيدية على العثمانيين في اليمن، اضطر الوالي العثماني عزة باشا أن يعقد صلحًا مع الإمام الزيدي اليمني يحيى حميد الدين عام 1329هـ، 1911م في دَعَّان، وهي قرية غربي مدينة عمران، وأهم شروط اتفاقية دعان هي: 1- أن يشرف الإمام يحيى حميد الدين على شؤون القضاء والأوقاف وتعيين الحكام والمرشدين. 2- تشكيل محكمة مؤلفة من هيئة شرعية تكون في الواقع محكمة استئناف للنظر في الشكاوى التي يعرضها الإمام. 3- أن يكون مركز المحكمة الاستئنافية في مدينة صنعاء، وينتخب الإمام رئيسها وأعضاءها، وتصدق على هذا التعيين الدولة العثمانية. 4- في حال صدور أحكام بالقصاص، لابد أن تصادق عليها الحكومة العثمانية في الآستانة، وصدور الإرادة السنية بذلك، بشرط ألا يتجاوز زمن تلك الإجراءات أربعة أشهر. 5- تكون في اليمن ولاية عثمانية يتصل الإمام بها مباشرة، وهي بدورها تحيل الأمر إلى الآستانة. 6- يحق للحكومة العثمانية أن تعين قضاة شرعيين في المناطق التي يوجد فيها سكان شوافع وأحناف. 7- تشكيل محاكم شرعية مختلطة من قبل قضاة وعلماء من الشوافع والزيديين للنظر في الدعاوى التي تقام من قبل المذاهب المختلفة. 8- تعين الحكومة العثمانية محافظين تحت اسم مباشرين للمحاكم السيارة التي تتجول في القرى لفصل الدعاوى الشرعية هناك، وذلك دفعًا للمشقات التي يتكبدها أصحاب المصالح في الذهاب والإياب إلى مراكز الحكومة في المدن. 9- صدور عفو عام عن الجرائم السياسية. 10- لا تجبى الضرائب من أهالي أرحب وخولان وجبل الشرق مدة عشر سنوات بسبب فقرهم وخراب بلادهم. 11ـ لا تؤخذ أي ضرائب غير التي وردت في الشرع الإسلامي. 12ـ على الإمام أن يعطي الدولة العثمانية عُشر حاصلاته. 13ـ يحق لمأموري الدولة العثمانية في اليمن أن يتجولوا في أنحاء اليمن بشرط ألا يخلوا بالسكينة والأمن.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوالي محمود نديم باشا الذي خلف الوالي عزة باشا، هو آخر الولاة العثمانيين في اليمن، لأن الإمام الزيدي يحيى حميد الدين دخل مدينة صنعاء عام 1336هـ، 1918م، وأعلن نفسه حاكمًا مستقلاً على اليمن، وأصبح الإمام بهذا الإعلان سيد الموقف في اليمن، وأصبح عليه المسؤولية الأولى في التصدي للمشكلات والمتاعب الكثيرة الموجودة في البلاد داخليًا، ومشكلات الحدود مع جيرانه، والمشاكل التي نجمت عن احتلال بريطانيا لبلاد اليمن الجنوبي، ومشكلات الحرب العالمية الأولى وغيرها من القضايا الأساسية، مثل حادثة ضرب ميناء الحديدة اليمني بمدفعية الأسطول البريطاني في البحر الأحمر، ثم احتلاله من قبل القوات البريطانية، بمساعدة الإدريسي حاكم تهامة عسير (المقاطعة الإدريسية) على ساحل البحر الأحمر.


علاقات الإمام يحيى ببريطانيا.
 بعد أن قذف الأسطول البريطاني ميناء الحديدة بالمدفعية واحتله عام 1336هـ، 1918م، أرسلت الحكومة البريطانية بعثة الكولونيل جاكوب عام 1337هـ، 1919م إلى صنعاء لكن جاكوب وأفراد بعثته أسروا من قبل القبائل، ولم يتمكن جاكوب من الوصول إلى صنعاء. حاول الإمام يحيى حميد الدين أن يصفي علاقته بالبريطانيين جيرانه في اليمن الجنوبي المحتل، فأرسل القاضي عبدالله العرشي مندوباً له مقيمًا في عدن. لكن الإمام فوجيء بتسليم بريطانيا الحديدة إلى السيد الإدريسي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا عام 1338هـ، 1920م.استدعى الإمام يحيى حميد الدين مندوبه العرشي من عدن. ثم شن هجومًا يمنيًا على المحميات الجنوبية المحتلة من قبل بريطانيا، مثل محمية الضالع والشعيب والقعيطي وغيرها، واحتل مدينة البيضاء، مما جعل بريطانيا ترسل بعثة السير جلبرت كلايتون إلى صنعاء عام 1921م للتباحث مع الإمام يحيى في هذا الأمر، إلاّ أنها لم تنجح. وقام كلايتون بزيارة ثانية إلى صنعاء عام 1925م، وفاوض خلالها الإمام مدة شهر دون أن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق مرض.شن الإمام هجمات جديدة على المحميات المجاورة، ولجأ بعض شيوخها إلى عدن، فردت الطائرات البريطانية على هذا الهجوم بقيام غارات جوية على المدن اليمنية عام 1347هـ، 1928م. ومع هذا جرت محاولة لتسوية الموضوع بين اليمن وبريطانيا، وتوصل المفاوضون إلى صيغة معاهدة عام 1350هـ، 1931م، وقعتها بريطانيا بعد ثلاثة أعوام، أي عام1353هـ، 1934م، وتبودلت وثائق التصديق على المعاهدة بين الطرفين. وأهم بنود تلك المعاهدة: 1- تعترف بريطانيا بالإمام يحيى حميد الدين ملكًا مستقلاً على اليمن، ويقصد بذلك اليمن الشمالي. 2- أن يحافظ الطرفان المتعاهدان على سياسة حسن الجوار والصداقة بينهما. 3- أن يعمل الطرفان على تخطيط الحدود بينهما، وتسوية مشكلاتهما عن طريق المفاوضات السلميّة.وفي عام 1951م عقدت معاهدة جديدة بين اليمن وبريطانيا إلا أنها لم تؤد إلى حل الخلافات الحدودية بين الدولتين، وبناءً عليه ظلت العلاقات متوترة. أما عن علاقة اليمن بالدول الكبرى الأخرى، فكانت علاقة حسنة مع دول الاتحاد السوفييتي، فقد سبقت اليمن جميع أقطار العالم العربي في إقامة علاقات مع السوفييت عام 1347هـ، 1928م، وتوقيع معاهدة معهم. وقد جددت اليمن تلك المعاهدة بمعاهدة أخرى عام 1375هـ، 1955م، ركزت على العلاقات الدبلوماسية والتجارية ووقع اليمن معاهدة مع هولندا عام 1352هـ، 1933م، ركزت على موضوع التجارة، ومعاملة سفن الطرفين معاملة الدول الأولى بالرعاية. وعقدت معاهدة مع بلجيكا عام 1355هـ، 1936م، ومع الحبشة عام 1354هـ، 1935م، ومع فرنسا عام 1355هـ، 1936م، وقررت فرنسا أن تقوي علاقتها مع الإمام، فسعت لأخذ امتياز بمد خط حديدي بين صنعاء والحديدة ليكون لفرنسا موطئ قدم في البحر الأحمر منافسة بذلك بريطانيا، وظلت هذه الأفكار مجرد خطط. كما أقام الإمام علاقات وديّة مع الجمهورية التركية الحديثة عام 1346هـ، 1927م، ومع الولايات المتحدة عام 1366هـ، 1946م. وظلت إيطاليا أكثر الدول الأوروبية اهتمامًا بأمر علاقاتها مع اليمن، فقوت تلك العلاقات، وعقدت معاهدة عام 1346هـ، 1927م بعد مباحثات في صنعاء، أجراها السنيور غاسباريني حاكم إرتريا التي كانت تحت الاستعمار الإيطالي، وجددت تلك المعاهدة عام 1355هـ، 1936م. وكانت إيطاليا تقدم للإمام مساعدات عسكرية وتبيعه الأسلحة والمعدات.العلاقات اليمنية السعودية.
 شكل محمد بن أحمد الإدريسي إمارة صغيرة عرفت بإمارة الأدارسة في منطقة جازان ونجران أو ما يعرف في نطاق ضيق بمنطقة المخلاف السليماني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وينسب الأدارسة إلى عالم فقيه من أهل فاس بالمغرب اسمه أحمد الإدريسي. وقد حاول محمد بن علي بن محمد بن أحمد الإدريسي تقوية الإمارة خاصة بعد أن أدرك أن كلا من الشريف حسين بن علي ـ شريف مكة ـ والإمام يحيى حميد الدين ـ إمام اليمن ـ قد عدّ أرض الإمارة جزءًا من أراضيه. وكي يحافظ السيد محمد بن علي الإدريسي على إمارته اتصل بعبدالعزيز آل سعود، سلطان نجد وملحقاته، وطلب منه العون والدعم خاصة وأن سلطان نجد وملحقاته كان على علاقة سيئة مع شريف مكة وإمام اليمن وهو وقتها حاكم منطقة عسير الداخلية ويهمه أمر المنطقة الإدريسية المجاورة لحدوده. وجد الإدريسي الدعم من سلطان نجد وملحقاته واستمر منيع الجانب حتى وفاته عام 1923م.
اضطربت الإمارة الإدريسية بعد وفاة السيد محمد بن علي الإدريسي مما دعا الحسن بن علي الإدريسي إلى توقيع معاهدة مع الملك عبدالعزيز عام 1345هـ، 1926م عرفت باسم معاهدة الحماية الخاصة بالإمارة الإدريسية تم بموجبها وضع ما بقي من إمارة الإدريسي تحت حماية الدولة السعودية الحديثة. فاحتفظ الملك عبدالعزيز آل سعود بموجب تلك المعاهدة بالشؤون الخارجية للمقاطعة الإدريسية، تاركًا الشؤون الداخلية للحسن الإدريسي يتصرف في إدارتها المحلية، ويساعده مندوب سعودي. لكن الإدريسي قرر استعادة نفوذه، وسلخ مقاطعته عن المملكة العربية السعودية، وحاول الاستعانة باليمن، فأرسل الملك عبدالعزيز آل سعود حملة عسكرية إلى صبيا، لم يستطع الحسن الإدريسي مقاومتها، فرحل مع أهله وأقاربه إلى اليمن. وفي عام 1353هـ، 1934م وقعت المملكة العربية السعودية والمملكة اليمنية في مدينة الطائف معاهدة أنهت الحرب بينهما. وفي 10/3/1421هـ الموافق 12/6/2000م تم توقيع معاهدة الحدود بين البلدين في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. انظر: الدولة السعودية الثالثة.علاقات اليمن الخارجية الأخرى.
 شارك اليمن مع وفود الدول العربية الأخرى في بحث القضية الفلسطينية في مؤتمر القاهرة عام 1358هـ، 1939م، وفي بلودان بسوريا عام 1366هـ، 1946م، ووقف اليمن إلى جانب أشقائه في الدفاع عن قضية العرب والمسلمين، في قضية فلسطين. واشترك اليمن في مباحثات ومشاورات الوحدة العربية التي بدأها مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وتمخض عن تلك المحادثات قيام جامعة الدول العربية عام 1365هـ، 1945م. ودخل اليمن عضوًا في هيئة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك عام 1367هـ، 1947م. ودخل اليمن في اتحاد فيدرالي مع مصر (الجمهورية العربية المتحدة آنذاك) عام 1958م. المعارضة اليمنية ضد حكم الإمام.
 تمردت بعض القبائل عام 1344هـ، 1925م على حكم الإمام يحيى حميد الدين، وقد أُخمدت حركة التمرد هذه على يد قوة عسكرية قادها عبدالله بن أحمد الوزير. وقامت حركة تمردية أخرى ضد الإمام الزيدي، كانت من قبل قبيلة الزرانيق عام 1348هـ، 1929م، وبقيت الثورة مشتعلة عامين، بعدها تمكن سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى حميد الدين من القضاء عليها بالقوة. وقامت حركة معارضة أخرى ضد الإمام يحيى قادها محمد الدباغ في مدينة البيضاء عام 1359هـ، 1940م وقضى عليها هي الأخرى بالقوة العسكرية. ثم قامت ثورة أخرى ضد الإمام سنة 1368هـ، 1948م اشترك فيها بعض أبناء الإمام يحيى، ومعهم عبدالله بن أحمد الوزير، ونجحت في الإطاحة بالإمام، إلاّ أن ابنه سيف الإسلام أحمد تمكن من القضاء على الثورة، وانتزع الحكم من الثوار بالقوة، وأصبح إمامًا على اليمن. وتوفي الإمام أحمد بن يحيى عام 1382هـ، 1962م، وخلفه ابنه الإمام سيف الإسلام محمد البدر الذي لُقِّبَ بالمنصور بالله. ولكن حدث انقلاب عسكري ضده بعد ثمانية أيام من توليه الإمامة، قامت به جماعة من الضباط بزعامة عبدالله السلال، وأعلن السلال ومجموعته نهاية حكم الإمامة الزيدية في اليمن وقيام الجمهورية اليمنية.القوات المصرية في اليمن.
 استنجد السلال بمصر، فأمده الرئيس جمال عبدالناصر بقوات مصرية، ومعدات حربية، وحصل في اليمن صراع طويل ومرير بين أنصار الإمام أو من يُعرفون بأنصار الملكيّة اليمنية وأنصار الجمهورية. ودام الصراع مدة سبع سنوات، ولم ينته إلا عام 1389هـ، 1969م. وقد انسحبت القوات المصرية من اليمن عام 1387هـ، 1967 بعد لقاء تم بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية في مدينة الخرطوم في مؤتمر القمة العربي في أعقاب هزيمة عام 1387هـ، 1967م في الحرب العربية- الإسرائيليَّة.تعدد الانقلابات العسكرية.
 وما إن تم انسحاب القوات المصرية من اليمن حتى قامت حركة جديدة أطاحت بالسلال الذي لجأ إلى بغداد، وشكل الانقلابيون مجلسًا رئاسيًا لإدارة البلاد برئاسة عبدالرحمن الإيرياني وكان القتال قد استمر في أجزاء من اليمن حتى عام 1389هـ، 1969م، على الرغم من انسحاب القوات المصرية من البلاد اليمنية عام 1387هـ، 1967م. وقد توقف القتال اليمني في أواخر عام 1389هـ، 1969م. ثم خرج عبدالرحمن الإيرياني من اليمن في عام 1394هـ، 1974م، وتسلم رئاسة الوزراء المقدم إبراهيم الحمدي. وبعد مرور ثلاث سنوات تم اغتيال إبراهيم الحمدي وتسلم رئاسة الحمهورية رئيس الأركان العقيد أحمد الغشمي، وهو من رؤساء قبيلة همدان. وبعد عام واحد، في عام 1398هـ، 1978م، اغتيل الغشمي وتسلم علي عبدالله صالح رئاسة الدولة. انظر: صالح، علي عبد الله.
على الرغم من كثرة الحوادث السياسية في اليمن، وعلى الرغم من الحرب الأهلية اليمنية وكثرة الاضطرابات فيه إلا أن تطورات اقتصادية وتنموية قد أخذت مكانها في اليمن، فقد أنشات شركة للتجارة الخارجية، وشركة الكبريت، وشركة التبغ، وشركة المحروقات، وشركة المخا الزراعية، وشركة الكهرباء، والشركة اليمنية لتعدين الملح، ومؤسسة القطن العامة، ومصنع الغزل والنَّسيج، وعدة مشروعات زراعية، وشركة ظفار للملاحة البحرية، وشركة الخطوط الجوية اليمنية، والمؤسسة اليمنية للهندسة والمقاولات، ومؤسسات أخرى تعنى بالبناء والتشييد. كما أنشئت في البلاد المستشفيات، وأقيمت المدارس المنظمة، وشيدت جامعة صنعاء. وأنشئت في البلاد عدة طرق حديثة. وقدمت بعض الدول المساعدات لليمن ويأتي على رأسها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والاتحاد السوفييتي السابق، والصين الشعبية، والولايات المتحدة الأمريكية.الوحدة اليمنية
جرت في اليمنين عدة محاولات لقيام وحدة بينهما، تضم اليمن الشمالي واليمن الجنوبي. فأهم مقومات الوحدة في اليمن الدين الإسلامي والتاريخ الواحد، والآمال والأهداف الواحدة، واللغة الواحدة، وتقارب العادات والتقاليد والأساليب الاجتماعية بوجه عام، والارتباط بوحدة جغرافية مشتركة.وبفضل المساعي المشتركة بين الحكومتين اليمنيتين حدث توحيد لشطري اليمن في 22 مايو عام 1990م، وتسلم رئاسة الدولة رئيس اليمن الشمالي علي عبدالله صالح، وأصبح نائب الرئيس علي سالم البيض. ومرت على الوحدة أربع سنوات بدأت تظهر خلالها الصعوبات والمعوقات التي يحتاج حلها إلى صبر ورويَّة ونكران الذات خدمة للشعب اليمني. وقد تعمقت الخلافات إلى حد اندلعت فيه الحروب والمعارك بين الشطرين الموحدين رغم تدخُّل بعض الدول العربية للمصالحة بينهما، وتوسُّط جامعة الدول العربية، وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق بين الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض في مدينة عَمَّان بالأردن. توسع مجال الخلاف بين الطرفين، بعد أن أعلن اليمن الجنوبي انفصاله عن اليمن الشمالي مستعيدًا اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ممّا أتاح فرصة قيام تدخل دولي، فأصدر مجلس الأمن الدولي في يوم الأربعاء في مطلع شهر يونيو عام 1994م قرارًا بوقف القتال الدائر فورًا، وقيام لجنة من هيئة الأمم لتقصي الحقائق، وفرض حصار على توريد الأسلحة للطرفين المتصارعين. انتهت الحرب بهزيمة مجموعة علي سالم البيض وإعادة توحيد الشطرين في دولة واحدة يرأسها علي عبدالله صالح وعاصمتها صنعاء. وفي أبريل 1997م، أعيد انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح لفترة رئاسية جديدة.وفي نوفمبر 2000م، وافق البرلمان اليمني على تعديل الدستور بما يسمح للرئيس اليمني بمد فترة رئاسته إلى سبع سنوات بدلاً من خمس، وبحل البرلمان ومد دورة البرلمان إلى ست سنوات بدلاً من أربع. وفي الاستفتاء الذي أجري في مارس 2001م، وافق اليمنيون على التعديلات الدستورية بنسبة 2.73%. وتم في الشهر نفسه انتخاب ممثلي المجالس المحلية والمحافظات، وفاز مرشحو حزب المؤتمر الشعبي بمعظم المقاعد. يذكر أن إجراء الانتخابات في هذه المجالس هي الأولى بعد توحيد الشطرين



اعداد الطالب / احمد بن سلمان




منقول للفائدة بواسطة ارتريوس